الصفحة رقم 1  2  3  4  5  6 7 8

 
حكم البناء على القبور في الشريعة الإسلامية
كيفية الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه و آله) في السنة النبوية
هل السفر بقصد الزيارة بدعة هل شدِّ الرحال إلى غير المساجد الثلاثة حرام؟

بناء القباب والأضرحة

هل الزيارة تفضي إلى الشرك؟

زيارة المشاهد والتبرك بها

زيارة القبور

الوهابيون وبناء قبور الأولياء

زيارة النساء للقبور

بناء المساجد على القبور والصلاة فيها

البكاء على الموتى

الآثار الإسلامية وصيانتها

البناء على القبور

مشروعية الزيارة والتوسل والشفاعة

 

زيارة القبور

إن زيارة القبور تعتبر من المستحبات الشرعية لما فيها من العبرة لمن أراد أن يتذكر أو يخشى فكيف بقبور أولياء الله عزوجل؟!

وقد وردت روايات شريفة في هذا الباب حتى في كتب العامة.

ففي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص569 ح6708 ط المكتب الإسلامي بيروت (أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال أخبرنا عطاء الخراساني قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة).

وفي ج3 ص570 و571 ح6709: (عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يمر على قبر واقد أخيه فيقف عليه فيدعو له ويصلي عليه) وفي ح6710: (عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله) وفي ح6711: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرنا ابن أبي مليكة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال ائتوا موتاكم فسلموا عليهم وصلوا عليهم فإن لكم فيهم عبرة، قال ابن أبي مليكة ورأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ومات بالحبشي وقبر بمكة).

وفي ح6712: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرنا محمد بن قيس بن مخرمة قال سمعت عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) تقول ألا أخبركم عني وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي انقلب فوضع نعليه عند رجليه ووضع رداءه حتى بسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريث ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت ثم تقنعت بإزاري فانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يده ثلاث مرات وأطال القيام ثم انحرف فانحرفت فأسرع فاسرعت وهرول فهرولت وأحضر فاحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: ما لك يا عائشة حشيا رابية، قلت: لا شيء، قال: أتخبرينني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر، قال أنت السواد الذي رأيت أمامي، قلت: نعم، قالت: فلهز في صدري لهزة أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله، فقلت: مهما يكتم الناس فقد علم الله، نعم قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك فناداني وأخفى منك فأجبته وأخفيته منك وظننت أنك قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم، قالت: قلت كيف أقول، قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله للاحقون).

وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص572 ح6714: (عبد الرزاق عن ابن جريج قال حدثت عن مسروق ابن الأجدع عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطينا القبور حتى انتهينا إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكيا فبكينا لبكائه، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) أقبل فلقيه عمر بن الخطاب فقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لقد أبكانا وأفزعنا فأخذ بيد عمر ثم أومأ إلينا فأتيناه فقال: أفزعكم بكائي، فقلنا: نعم يا رسول الله، قال: فإن القبر الذي رأيتموني عنده قبر أمي آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي).

وفي ج3 ص574 باب التسليم على القبور ح6718: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عبدالكريم الجزري عن مجاهد قال: التسليم على القبور السلام على المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات من أهل الديار ويرحم الله المستقدمين منا وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، قال معمر فكان قتادة يذكر نحو هذا ويزيد أنتم لنا فرطا ونحن لكم تبع وإنا إن شاء الله بكم للاحقون).

وفي ج3 ص575 ح6719: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمقبرة أو قال بالبقيع، ثم قال: السلام على أهل الديار فيها من المسلمين دار قوم ميتين وإنا في آثارهم أو قال في آثاركم للاحقون) وفي ح6720: (عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثت أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان ينطلق بطوائف من أصحابه إلى دفنى بقيع الغرقد فيقول: السلام عليكم يا أهل القبور لو تعلمون مما نجاكم الله مما هو كائن بعدكم ثم يلتفت إلى أصحابه وفيهم يومئذ الأفاضل فيقول أنتم خير أم هؤلاء، فيقولون نرجو أن لا يكونوا خيرا منا هاجرنا كما هاجروا وجاهدنا كما جاهدوا، فيقول بل هم خير منكم قد مضوا ولم يأكلوا من أجورهم شيئا وإنكم تأكلون من أجوركم فإن هؤلاء قد مضوا وقد شهدت لهم وإني لا أدري ما تحدثون بعدي) وفي ح6721: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن موسى ابن عقبة عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر كان لايمر بقبر الا سلم).

وفي ج3 ص 576 ح6723: (أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا يحيى بن العلاء عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم قال: مر أبو هريرة وصاحب له على قبر فقال أبو هريرة: سلم، فقال الرجل: أسلم على القبر، فقال أبو هريرة: إن كان رآك في الدنيا يوما قط إنه ليعرفك الآن).

وفي المستدرك على الصحيحين: ج1 ص526 ح1373 ط دار الكتب العلمية بيروت: (وقد حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني حدثنا عبد الله بن بحير قال: سمعت هانئ مولى عثمان بن عفان يقول: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فيقال له: قد تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا، فيقول إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه).

وفي سنن الترمذي: ج3 ص369 ط دار إحياء التراث العربي بيروت: (باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر، ح1053 بسنده عن ابن عباس قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر). وقال الترمذي في سننه: ج3 ص370 و371: (باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ح1054 حدثنا محمد بن بشار ومحمود بن غيلان والحسن بن علي الخلال قالوا حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة) قال: وفي الباب عن أبي سعيد وابن مسعود وأنس وأبي هريرة وأم سلمة، قال أبو عيسى: حديث بريدة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بزيارة القبور بأسا، وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق).

وفي سنن أبي داود: ج3 ص213 ط دار الفكر: (باب الجلوس عند القبر ح3212: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد بعد فجلس النبي (صلى الله عليه وآله) مستقبل القبلة وجلسنا معه).

وفي سنن أبي داود: ج3 ص217: (باب المشي في النعل بين القبور ح3230: حدثنا سهل بن بكار ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير السدوسي عن بشير بن نهيك عن بشير مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد فهاجر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما اسمك، قال: زحم، قال: بل أنت بشير، قال: بينما أنا أماشي رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بقبور المشركين، فقال: لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ثلاثا، ثم مر بقبور المسلمين فقال: لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا وحانت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال: يا صاحب السبتين ويحك ألق سبتيك فنظر الرجل فلما عرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلعهما فرمى بهما).

وفي سنن أبي داود أيضا: ج3 ص218 و219: (باب في زيارة القبور ح3234: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): استأذنت ربي تعالى على أن أستغفر لها فلم يأذن لي، فاستأذنت أن أزور قبرها، فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت) وفي ح3235: (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة)، ثم قال ابن داود: (باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها ح3237: حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).

وجاء في مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص27 ط مكتبة الرشد الرياض: (ما ذكر في التسليم على القبور إذا مر بها من رخص في ذلك، ح11782 حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي عبد الرحمن عن زاذان قال: كان علي … إذا دخل المقابر قال السلام على من في هذه الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وإنا بكم للاحقون وانا لله وإنا إليه راجعون) وفي ح11783: (حدثنا ابن فضيل عن الأجلح عن عبد الله بن شريك عن جندب عن جندب الأزدي قال: خرجنا مع سلمان إلى الحرة حتى إذا انتهينا إلى القبور التفت عن يمينه فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وإنا على آثاركم واردون) وفي ح11784: (حدثنا جريج بن عبد الحميد عن عبد الأعلى عن خيثمة والمسيب وعن ليث عن مجاهد أنهم كانوا يسلمون على القبور) وفي ح11785: (حدثنا سهل بن يوسف عن ابن عون عن محمد قال: لا أعلم بأسا أن يأتي الرجل القبر يسلم عليه) وفي ح11786: (حدثنا يحيى بن آدم عن زهير عن موسى بن عقبة أنه رأى سالم بن عبد الله لا يمر بليل ولا نهار بقبر إلا يسلم عليه ونحن مسافرون معه، يقول: السلام عليكم، فقلت له في ذلك، فأخبرنيه عن أبيه أنه كان يصنع ذلك) وفي ح11787: (حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون انتم لنا فرط ونحن لكم تبع ونسأل الله لنا ولكم العافية) وفي ح11788: (حدثنا عبيد الله بن موسى عن ابن أبي ذئب عن قرة عن عامر بن سعد عن أبيه أنه كان يرجع من ضيعته فيمر بقبور الشهداء، فيقول السلام عليكم وانا بكم للاحقون، ثم يقول لأصحابه ألا تسلمون على الشهداء فيردون عليكم) وفي ح11789: (حدثنا خالد بن مخلد عن عبد الملك بن الحسن الجاري عن عبد الله بن سعد الجاري قال: قال لي أبو هريرة: يا عبد الله إذا مررت بالقبور قد كنت تعرفهم فقل: السلام عليكم أصحاب القبور، وإذا مررت بالقبور لاتعرفهم فقل: السلام على المسلمين) وفي ح11790: (حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الحكم بن فضيل عن يعلى بن عطاء عن عتيك بن جبير عن أبي مويهبة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرج إلى البقيع فيصلي عليهم أو يسلم عليهم).

وفي مصنف ابن أبي شيبة ج3 ص29: باب من رخص في زيارة القبور ح11804: (حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) وفي ح11805: (حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن الحارث عن عمرو بن عامر عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن زيارة القبور ثم قال زوروها ولا تقولوا هجرا)، وفي ح11806: (حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ربيعة بن النافعة عن أبيه عن علي قال: نهى رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن زيارة القبور ثم قال اني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها تذكركم الآخرة) وفي ح11807: (حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبر أمه فبكى وأبكى من كان حوله، فقال استأذنت ربي أن استغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت) وفي ح11808: (حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: لما فتح رسول الله(صلى الله عليه وآله) مكة أتى حرم قبر فجلس إليه فجعل كهيئة المخاطب وجلس الناس حوله فقام وهو يبكي، فتلقاه عمر وكان من أجرأ الناس عليه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك، قال: هذا قبر أمي، سألت ربي الزيارة فأذن لي وسألته الاستغفار فلم يأذن لي فذكرتها فذرفت نفسي فبكيت، قال: فلم ير يوما كان أكثر باكيا منه يومئذ) وفي ح11809: حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن زيد حدثنا فرقد السبخي حدثنا جابر بن يزيد حدثنا مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إني نهيتكم عن زيارة القبور فإنه قد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها تذكركم الآخرة) وفي ح11810: (حدثنا عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن نافع قال: توفي عاصم بن عمر وابن عمر غائب فلما قدم قال دلوني على قبره فوقف عليه ساعة يدعو).

وفي مصنف ابن أبي شيبة أيضا: ج3 ص30: (عن ابن عمر أنه كان إذا قدم وقد مات بعض ولده فقال دلوني على قبره فيدلونه عليه فينطلق فيقوم عليه ويدعو له) وفي ح11813: (حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي فروة الهمداني عن المغيرة بن أبي سبيع عن ابن بريدة عن أبيه قال: جالست النبي (صلى الله عليه وآله) في المجلس فرأيته حزينا، فقال له رجل من القوم: ما لك يا رسول الله كأنك حزين، قال: ذكرت أمي ثم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها إلا ثلاثة فكلوا وأطعموا وادخروا ما بدا لكم، ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور قبر أمه فليزره).

وفي (شعب الإيمان) لأبي بكر البيهقي ط دار الكتب العلمية بيروت: ج3 ص484 ح4137: (أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال سمعت: أبا عبد الله محمد بن خيران الزاهد يقول: سمعت أبا سعيد الحسن بن احمد الأصطخري الشافعي يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: في مواعظه دعوة منى فيها المنى إتيان المدينة وزيارة قبر النبي(صلى الله عليه وآله) والصلاة في مسجده وفي مسجد قباء).

وفي شعب الإيمان: ج3 ص491 ح4164: (بسنده عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبي امامة عن أبيه قال: رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي(صلى الله عليه وآله) فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله)).

وفي شرح الزرقاني: ج1 ص477 ط دار الكتب العلمية بيروت: (عن مالك عن عبد الله بن دينار قال: رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيصلي على النبي وعلى أبي بكر وعمر).

وفي سنن البيهقي الكبرى: ج5 ص249 ط مكة المكرمة: (باب زيارة القبور التي في بقيع الغرقد ح10077: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا إسماعيل بن قتيبة حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلما كان ليلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).

 

زيارة قبور الشهداء:

وجاء في تفسير الطبري: ج13 ص142 ط دار الفكر بيروت: بسنده قال: كان النبي(صلى الله عليه وآله) يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

وفي تفسير ابن كثير: ج2 ص512 ط دار الفكر: (وقد جاء في الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يزور قبور الشهداء في رأس كل حول فيقول لهم: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

وفي المستدرك على الصحيحين: ج3 ص331 ط دار الكتب العلمية بيروت ح4320: (حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري حدثنا محمد بن المغيرة السكري حدثنا عبد الرحمن بن علقمة المروزي حدثنا العطاف بن خالد المخزومي حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه أن النبي(صلى الله عليه وآله) زار قبور الشهداء بأحد فقال: اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأنه من زارهم وسلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه).

وفي (الأحاديث المختارة) للحنبلي المقدسي: ج3 ص14 ط مكة المكرمة: (قال لي طلحة خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى أشرفنا على حرة واقم قال: فدنونا منها فإذا قبور بمحنية فقلنا: يا رسول الله قبور إخواننا هذه، قال: قبور أصحابنا، ثم خرجنا حتى إذا جئنا قبور الشهداء قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) هذه قبور إخواننا)، روي عن عثمان يحفظ عنه إلا هذا الحديث عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن ربيعة بن عبدالله ابن الهدير عن طلحة بن عبيد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه أتى قبور الشهداء).

وفي سنن البيهقي الكبرى: ج5 ص249 ط مكة المكرمة: (قال لي طلحة بن عبيد الله خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلما أشرفنا على حرة واقم تدلينا منها فإذا قبور بمحنية، فقلنا يا رسول الله هذه قبور إخواننا، فقال هذه قبور أصحابنا، ثم خرجنا فلما جئنا قبور الشهداء، قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) هذه قبور إخواننا).

وفي مصنف عبد الرزاق: ج3 ص573 ط المكتب الإسلامي بيروت ح6716: (عبد الرزاق عن رجل من أهل المدينة عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأتي قبور الشهداء عند رأس الحول فيقول: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

وفي (مختصر المختصر) لأبي المحاسن الحنفي: ج2 ص349 ط عالم الكتب بيروت: (في الأخوة والصحبة، روي عن طلحة قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فلما أشرفنا على حرة وأقم إذا نحن بقبور قلنا يا رسول الله هذه قبور إخواننا، قال: هذه قبور أصحابنا، فلما جاء قبور الشهداء قال: هذه قبور أخواننا) ثم قال: (وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا يا رسول الله لسنا بإخوانك، قال بل أنتم أصحابي، وأخواني الذين يأتون من بعدي وأنا فرطهم على الحوض).

وفي مسند البزار: ج3 ص169 ط مؤسسة علوم القرآن بيروت: (عن طلحة قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قبور الشهداء فلما نزلنا من حرة واقم رأينا قبورا بمحنية الجبل فقلنا يا رسول الله هؤلاء إخواننا، قال هؤلاء أصحابنا ثم خرجنا حتى جئنا قبور الشهداء، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : هذه قبور إخواننا ودعا لهم) ورواه احمد في مسنده: ج1 ص161 ح1387 ط مؤسسة قرطبة مصر. وروي أيضا في التمهيد لابن عبد البر: ج20 ص245 و246 ط وزارة الأوقاف المغرب.

 

 

بناء القباب والأضرحة

إن بناء القباب والأضرحة على قبور الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وكذلك الصحابة المؤمنين والأولياء الصالحين (رضوان الله عليهم) من الأمور المستحبة ومن أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى.

ولقد جرت سيرة المسلمين على ذلك خلفاً عن سلف في مختلف البلاد الإسلامية، وقبر النبي (صلى الله عليه وآله) خير شاهد على ذلك. وقد وردت في هذا الباب عدة روايات شريفة.

قال سبحانه: (ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

وقال تعالى: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً).

ولما ورد من الأحاديث الشريفة.

وهناك روايات عديدة وردت في كتب السنة يستفاد من مجموعها جواز الاهتمام بالقبور والبناء عليها، نشير إلى بعضها:

ففي سنن البيهقي: ج3 ص411 ح6528 ط مكة المكرمة: ( أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأنا أبو الوليد حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز عن جعفر بن محمد عن أبيه: (أن النبي(صلى الله عليه وآله) رش على قبره ـ أي قبر ابنه إبراهيم ـ الماء ووضع عليه حصباء من حصباء العرصة ورفع قبره قدر شبر)، وفي سنن البيهقي أيضا: ج3 ص412: (باب إعلام القبر بصخرة أو علامة ما كانت ح6535 بسنده عن كثير بن زيد المدني عن المطلب قال: لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن، أمر النبي (صلى الله عليه وآله) رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله فقام إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال المطلب قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين حسر عنها ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال ليعلم بها قبر أخي وادفن إليه من مات من أهلي). وفي سنن البيهقي أيضا: ج4 ص3 باب من قال بتسنيم القبور ح6551 : (بسنده عن سفيان التمار قال: رأيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) مسنما) وفي ح6552 بسنده عن أبي بكر بن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) مسنما، ورواه البخاري في الصحيح عن محمد بن مقاتل عن عبد الله بن المبارك ... ثم قال: (فقد سقط جداره ـ أي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ـ في زمن الوليد بن عبد الملك وقيل في زمن عمر بن عبد العزيز ثم أصلح) ثم قال: (بعض أهل العلم من أصحابنا استحب التسنيم في هذا الزمان لكونه جائزا بالإجماع وأن التسطيح صار شعارا لأهل البدع فلا يكون سببا لإطالة الألسنة فيه ورميه بما هو منزه عنه من مذاهب أهل البدع وبالله التوفيق).

وفي (فتح الباري) للعسقلاني الشافعي: ج3 ص257 ط دار المعرفة بيروت: (قوله مسنما أي مرتفعا، زاد أبو نعيم في المستخرج وقبر أبي بكر وعمر كذلك واستدل به على أن المستحب تسنيم القبور وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد المزني وكثير من الشافعية وادعى القاضي حسين اتفاق الأصحاب عليه).

وفي (عون المعبود): ج9 ص29 لمحمد شمس الحق العظيم آبادي ط دار الكتب العلمية بيروت: (وأخرج البخاري في صحيحه عن سفيان التمار أنه رأى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) مسنما انتهى أي مرتفعا، قال: في القاموس التسنيم ضد التسطيح، وقال سطحه كمنعه بسطه، وقد اختلف أهل العلم في الأفضل من التسنيم والتسطيح بعد الاتفاق على جواز الكل).

وفي (تحفة الأحوذي): ج4 ص130 ط دار الكتب العلمية بيروت: (ونقل القاضي عياض عن أكثر العلماء أن الأفضل عندهم تسنيمها، وهو مذهب مالك انتهى كلام النووي، وأخرج البخاري في صحيحه عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى قبر النبي(صلى الله عليه وآله) مسنما، قال الحافظ قوله مسنما أي مرتفعا، زاد أبو نعيم في المستخرج وقبر أبي بكر وعمر كذلك، واستدل به على أن المستحب تسنيم القبور، وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد والمزني وكثير من الشافعية، وأدعى القاضي حسين اتفاق الأصحاب عليه).

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص28 ح11801 ط مكتبة الرشد الرياض، قال: (حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون قال سئل محمد بن سيرين هل تطين القبور فقال لا أعلم به بأسا).

وفي (المحلى) لأبي محمد الظاهري: ج5 ص134 ط دار الآفاق الجديدة بيروت: (بسنده عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد قال: سقط الحائط الذي على قبر النبي(صلى الله عليه وآله) فستر ثم بني، فقلت للذي ستره ارفع ناحية الستر حتى أنظر إليه فنظرت إليه فإذا عليه جبوب ورمل كأنه من رمل العرصة).

وفي (نيل الأوطار) للشوكاني: ج4 ص132 ط دار الجيل بيروت: (وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء) رواه الشافعي، وعن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله) أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة، رواه ابن ماجة).

وقد ذكر الحاكم في كتابه (المستدرك على الصحيحين) ج1 ص524 ط دار الكتب العلمية بيروت، بعد ما ذكر رواية توهم النهي عن الكتابة على القبور: (وليس العمل عليها، فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف).

وقال الترمذي في سننه: ج3 ص368 ط دار إحياء التراث العربي: (وقد رخص بعض أهل العلم منهم الحسن البصري في تطيين القبور، وقال الشافعي لا بأس أن يطين القبر).

وفي سنن البيهقي: ج4 ص54، باب ما روي في ستر القبر بثوب ح6840 ط مكة المكرمة: بسنده عن ابن عباس، قال: (جلل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبر سعد بثوبه).

وفي مسند ابن أبي شيبة: ج3 ص16ح11667 ط الرياض: (حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل قبر سعد فمد عليه ثوبا).

وفي مسند ابن الجعد: ج1 ص196 ح1286 ط مؤسسة نادر بيروت: (قال وحدثنا أحمد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس قال وكيع جعل في قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقال أبو داود ووهب وضع في قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قطيفة حمراء).

وفي المعجم الكبير للطبراني: ج12 ص228 ح12963 ط مكتبة العلوم والحكم بالموصل، بسنده عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: أدخل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قطيفة حمراء).

وفي سنن البيهقي: ج4 ص56 ح6860 ط مكة المكرمة، باب ما ورد في قراءة القرآن عند القبر: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر، فقال حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه قال لبنيه: إذا أدخلتموني قبري فضعوني في اللحد وقولوا باسم الله وعلى سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسنوا علي التراب سنا واقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب  ذلك).

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص22 ح11726 ط الرياض: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابي ميسرة أنه أوصى قال اجعلوا على قبري طنا من قصب) وفي ح11727: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا قرة بن سليمان عن هشام عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا بالساج والقصب وكره الآجر يعني في القبر في اللبن ينتصب على القبر أو يبنى بناء) وفي ح11728: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن الزهري عن علي بن حسين قال نصب اللبن على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) نصبا) وفي ح11729: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا معتمر بن سليمان عن هشام عن الحسن ومحمد قالا: إن شئت بنيت القبر بناء وإن شئت نصبت اللبن نصبا) وفي ح11730: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين أنهم على قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصبوا اللبن نصبا) وفي ح11731: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر وسالم والقاسم قالوا كان قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر جثا قبلة نصب لهم اللبن نصبا) ثم قال: (ما قالوا في القبر يسنم ح11732 حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن جبار عن أبي جعفر وسالم والقاسم قالوا: كان قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر جثا قبلة) وفي ح11733: (حدثنا شريك عن جابر عن عامر قال رأيت قبور شهداء أحد قبلة قد بني عليها النصباء) وفي ح11734: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا عيسى بن يونس عن سفيان التمار قال: دخلت البيت الذي فيه قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فرأيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقبر أبي بكر وعمر مسنمة) وفي ح11735: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا الأشجعي عن سفيان عن شعبة عن أبي نعامة قال: شهدت مع موسى بن طلحة جنازة فقال جهزوا يعني سنموه) وفي ح11736: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي قال: رأيت قبور شهداء أحد جثا مسنمة) وفي ح11737: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو داود الطيالسي عن خالد عن أبي عثمان عن رجل قال: رأيت قبر ابن عمر بعدما دفن بأيام مسنما).

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص23 ح11740: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابو بكر الحنفي عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: لما مات عثمان بن مظعون دفنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبقيع وقال لرجل اذهب إلى تلك الصخرة فأتني بها حتى أضعها عند قبره حتى اعرفه بها) وفي ح11745 قال: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن حماد عن إبراهيم قال ألحد للنبي (صلى الله عليه وآله) ورفع قبره حتى يعرف) وقال في ح11746: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن أبي بكر قال: رأيت قبر عثمان بن مظعون مرتفعا) وقال في ح11747: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه أن عمران بن حصين أوصى أن يجعلوا قبره مرتفعا وأن يرفعوه أربع أصابع أو نحو ذلك).

وفي مصنف ابن أبي شيبة أيضا: ج3 ص 24 ح11750: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا هشيم عن عمران بن أبي عطاء قال: شهدت وفاة ابن عباس فوليه ابن الحنفية فبنى عليه بناء ثلاثة أيام) وقال في ح11751: (حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر أن عمر ضرب على قبر زينب فسطاطا).

وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص478 ح6389 ط المكتب الإسلامي بيروت: (عبد الرزاق عن معمر قال بلغني أنه فرش في قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قطيفة فدكية). وفي ج3 ص502 باب الجدث والبنيان ح6484 قال: (عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبو بكر عن خير واحد أن قبر النبي (صلى الله عليه وآله) رفع جدثه شبرا وجعلوا ظهره مسنما ليست له حدبة) وفي ج3 ص503 ح6485 قال: (اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد قال: سقط الحائط الذي على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فستر ثم بنى، فقلت للذي ستره ارفع ناحية الستر حتى أنظر إليه فإذا عليه جبوب وإذا عليه رمل كأنه من رمل العرصة). وفي ج3 ص 504: (قال الثوري وأخبرني بعض أصحابنا عن الشعبي قال: كان قبور أهل أحد جثى مسنمة).

وفي ج3 ص574 ح6717: (عبد الرزاق عن البجلي عن الكلبي عن الأصبغ بن نباتة أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت تأتي قبر حمزة وكانت قد وضعت عليه علما لتعرفه، وذكر أن قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر كان عليهم النقل يعني حجارة صغارا).

 

 

إن زيارة النساء للبقيع ودخولهم في تلك البقعة الطاهرة أو في سائر مراقد الأنبياء والأئمة والصالحين(عليهم السلام) مستحب شرعاً، لاستواء الرجال والنساء في الأحكام الشرعية إلا ما خرج بالدليل القطعي، ولا دليل في المقام على عدم الجواز، بل الدليل على الجواز.

وهذه بعض الأدلة من كتب العامة التي تدل على جواز زيارة القبور للنساء:

في تفسير القرطبي: ج10 ص381 ط دار الشعب القاهرة، وفيه: (عن أبي بكر الأثرم قال حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة، ذكره أبو عمر).

وروى الترمذي في سننه ج3 ص371 ح1055 ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال: (حدثنا الحسين بن حريث حدثنا عيسى بن يونس عن بن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحبشي قال فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت:

وكنا كندماني جذيمة حقبة             من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكا               لطول اجتماع لم نبت ليلة معا)

والترمذي أيضا في سننه: ج3 ص371 (باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء ح1056 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن زوارات القبور، قال وفي الباب عن ابن عباس وحسان بن ثابت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي (صلى الله عليه وآله) في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن).

وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص572 ح6713: (عبد الرزاق عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزور قبر حمزة كل جمعة).

وفي ج3 ص571 ح6711: عن ابن أبي مليكة قال: (ورأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ومات بالحبشي وقبر بمكة).

وفي ج3 ص 576 ح6722: (عبد الرزاق عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن عائشة قالت كنت سألت النبي (صلى الله عليه وآله) كيف نقول في التسليم على القبور، فقال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون).

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص29 ح11811 ط مكتبة الرشد الرياض: (حدثنا عيسى بن يونس عن أسامة عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحبشي قال ابن جريج الحبشي إثني عشر ميلا من مكة فدفن بمكة، فلما قدمت عائشة أتت قبره فقالت:

وكنـــــــا كندماني جزيمة حقبة          من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلمــــــا تفرقنا كأنــــــي ومالكا          لطول اجتماع لم نبت ليلة معا)

وفي (نوادر الأصول في أحاديث الرسول) لابي عبد الله الحكيم الترمذي: ج1 ص126 ط دار الجيل بيروت: (و روي عن فاطمة رضي الله عنها أنها كانت تأتي قبر حمزة رضي الله عنه في كل عام فترمه وتصلحه) ثم قال: (وروي عن غير واحدة من النساء أنها كانت تأتي قبور الشهداء فتسلم عليهم).

وفي المستدرك على الصحيحين: ج3 ص331 ط دار الكتب العلمية بيروت ح4320: (... قال العطاف: وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء، قالت: وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة، قالت: فسلمت عليهم فسمعت رد السلام، قالوا والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا، قالت فاقشعررت، فقلت يا غلام ادن بغلتي فركبت، هذا إسناد مدني صحيح ولم يخرجاه).

 

يستحب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ويجوز التبرك بها كما ورد في الأحاديث الشريفة، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون، قال تعالى: (ولاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) (سورة آل عمران: 169)، ومن المعلوم أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وذويه (عليهم السلام) أفضل من الشهداء.

ولذا فإننا نزور قبورهم، ونتبرّك بآثارهم، ونقبّل أضرحتهم، وهذا إظهار حب وشغف بالله سبحانه وبأوليائه الطاهرين (عليهم السلام) ، ولا يكون عبادةً لغير الله، بل هو احترام لصاحب الضريح، كما يحترم الإنسان جلد المصحف الشريف ويقبله لا لأنه جلد شاة، بل باعتبار انتسابه إلى (القرآن الكريم)، وكما أمر الإسلام باحترام (الحجر الأسود) وتقبيله لأنه من شعائر الله وليس ذلك عبادة للحجر.

فتقبيل الأضرحة المطهرة فيه ثواب وقربة، مثله مثال تقبيل الحجر الأسود الذي قبّله رسول الله(صلى الله عليه وآله).

 

     روايات الزيارة:

هناك أحاديث كثيرة مروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في استحباب زيارة قبر النبي والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ، ولكنا نشير هنا إلى بعض ما ورد في كتب السنة:

فقد صرح بعض علماء السنة بالاجماع على مشروعية زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب) انظر (فتح الباري) للعسقلاني الشافعي: ج3 ص66 ط دار المعرفة بيروت.

وسيأتي في الصفحة 89 و95 و96 ما روي من زيارة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لقبر حمزة سيد الشهداء (عليه السلام) في كل جمعة. رواه القرطبي في تفسيره، وغيره في غيره.

وجاء في تفسير ابن كثير: ج1 ص521 ط دار الفكر بيروت: عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي) إلى آخر ما سبق في الصفحة 81.

وفي مصباح الزجاجة لأحمد بن أبي بكر الكناني: ج4 ص178 ط دار العربية بيروت: باب من ترجى له السلامة من الفتن بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه خرج يوما إلى مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن يسير الرياء شرك...) الحديث رواه أيضا: ابن ماجه في سننه: ج2 ص1320 ط دار الفكر بيروت.

وفي تفسير ابن كثير: ج3 ص516 ط دار الفكر بيروت، عنه (صلى الله عليه وآله): (من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد بلغته).

وفي سنن البيهقي: ج5 ص245 و246 ح10050 ط مكة المكرمة: (باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) بسنده عن أبي هريرة: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام) وقال في ح10051 بسنده عن أيوب عن نافع: (أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال السلام عليك يا رسول الله ...)، وفي ح10052 قال: بسنده عن مالك عن عبد الله بن دينار أنه قال: (رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) ويدعو...). وفي ح10053 قال: بسنده عن سوار بن ميمون أبي الجراح العبدي قال: حدثني رجل من آل عمر عن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول من زار قبري أو قال من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا...) وقال في ح10054 بسنده عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي).

وفي نوادر الأصول في أحاديث الرسول لأبي عبد الله الحكيم الترمذي: ج2 ص67 ط دار الجيل بيروت: (عن ابن عمر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من زار قبري وجبت له شفاعتي).

وفي كتاب المغني لأبي محمد المقدسي: ج3 ص297 و298 ط دار الفكر: (فصل ويستحب زيارة قبر النبي(صلى الله عليه وآله) لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، وفي رواية: من زار قبري وجبت له شفاعتي، رواه باللفظ الأول سعيد حدثنا حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وقال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال ما من أحد يسلم علي عند قبري إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام).

وفي مصنف عبد الرزاق ج3 ص 576 ط المكتب الإسلامي بيروت: (باب السلام على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ح6724 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه وأخبرناه عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص28 ط مكتبة الرشد الرياض: باب من كان يأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلم ح 11793: (حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا أراد أن يخرج دخل المسجد فصلى ثم أتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه ثم يأخذ وجهه وكان إذا قدم من سفر يفعل ذلك قبل ان يدخل منزله).

هذا وقد وردت روايات في زيارة الملائكة لقبر النبي (صلى الله عليه وآله) ومن المعلوم ان الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.ففي سنن الدارمي: ج1 ص57 ح94 ط دار الكتاب العربي بيروت: حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد وهو بن يزيد عن سعيد هو بن أبي هلال عن نبيه بن وهب ان كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال كعب: ما من يوم يطلع الا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي (صلى الله عليه وآله) يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه).

 

   التبرك بآثار الرسول:

هناك عدة روايات يستفاد منها جواز التبرك بما يتعلق بالنبي (صلى الله عليه وآله) : مثل ما جاء في كتاب (المغني) لأبي محمد المقدسي: ج2 ص213 ط دار الفكر بيروت: (وروي عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أخذت قبضة من تراب قبر النبي(صلى الله عليه وآله) فوضعتها على عينيها ثم قالت:

ماذا على مشتم تربة أحمد     أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصيبة لو أنها      صبت على الأيام عدن لياليا

وفي (المغني) أيضاً: ج3 ص299: (عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه).

وفي (شعب الإيمان) لأبي بكر البيهقي: ج3 ص492-493 ح4170 ط دار الكتب العلمية بيروت: (أخبرنا ابو بكر حدثني محمد بن الحسين حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ابن ابي هلال عن وهب بن منبه: أن كعب الأحبار قال: ما من نجم يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي(صلى الله عليه وآله) حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت الأرض يخرج في سبعين ألفا من الملائكة يوقرونه) ومن المعلوم أن الملائكة لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما في سورة التحريم الآية6.

 

    تقبيل الحجر الأسود:

ورد تقبيل رسول الله ص للحجر الأسود في مختلف كتب التاريخ والحديث عند الفريقين، انظر صحيح مسلم: ج2 ص925 ط دار إحياء التراث العربي بيروت، وفيه: (باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف، بسنده عن سالم إن أباه حدثه قال: قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال أم والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقبلك ما قبلتك)، و في حديث آخر بسنده عن نافع عن ابن عمر: أن عمر قبل الحجر وقال إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر ولكني رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقبلك) وفي حديث آخر بسنده عن عبد الله بن سرجس قال رأيت الأصلع يعني عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبلك ما قبلتك) وفي حديث آخر بسنده عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر يقبل الحجر ويقول إني لأقبلك وأعلم أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقبلك لم أقبلك).

وفي صحيح مسلم أيضاً: ج2 ص926: بسنده عن سويد بن غفلة قال: رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) بك حفيا، وفي حديث آخر بسنده عن سفيان بهذا الإسناد قال: ولكني رأيت أبا القاسم(صلى الله عليه وآله) بك حفيا ولم يقل والتزمه).

انظر أيضاً صحيح ابن خزيمة: ج4 ص212 باب تقبيل الحجر الأسود ط المكتب الإسلامي بيروت. وصحيح ابن حبان: ج9 ص130 و132 ط مؤسسة الرسالة بيروت، والتهميد لابن عبد البر: ج22 ص262 ط وزارة الأوقاف المغرب. وصحيح البخاري: ج2 ص579 ح1520 باب ما ذكر في الحجر الأسود ط دار ابن كثير بيروت. والمستدرك على الصحيحين: ج1 ص328 ط دار الكتب العلمية بيروت.

 

 

الصفحة الرئيسية

للأعلى