الأضرار الدينية والإجتماعية للإحتكار الوهابي لإدارة الحج خلال ثمانون
عاماً
فكري عبد المطلب
الأضرار الدينية والإجتماعية للإحتكار السعودي لإدارة الحج خلال ثمانون
عاماً
لم تكن فريضة الحج
الإسلامية إلى " كعبة مكة المشرفة " يوماً قط محض شعيرة ظاهرة لطقس ،
تجمدت ممارساته المستقرة فيه ، بل مؤتمراً عالمياً ، من حيث الكم
والنوع ، لتنوع إنساني ، لا مثيل له في تاريخ الأمم والحضارات ،
السالفة والمعاصرة ، مركزه " البيت المحرم " ، حيث تتجمع حياة هذه
الأقوام حوله ، فمن المركز للقوم ارتباطهم وانتظامهم ، ومن المركز يكون
دوام زمانهم ، وهو ما حمل العديد من الأدبيات والكتابات العربية على
إطلاق الأوصاف ، التي تعكس مكانة (مكة) المركزية ، في الثقافة العربية
الإسلامية ، فهي –بنظر مُحقق راسخ ، كـ (حمد الجاسر) ، مثلاً– نقطة
الالتقاء ، ومركز التجمع ، مما جعلها – في زمان سابق – من أقوى مراكز
نشر الثقافة في مختلف أصقاع الأقطار الإسلامية ، وصلة وصل بين العلماء
في شرق البلاد وغربها ، شمالها ، وجنوبها ، فكان علماء (الأندلس) يفدون
إلى (مكة) –كما يذكر (الجاسر)– لا للحج وحده ، ولكن لينشروا علماً ،
وليستزيدوا منه ، وليكونوا صلة بين شرق البلاد وغربها بالعلم والثقافة،
وهو ما حدا بمستشرق هولندي شهير –هو (كريستيان سفوك هورجرونيه)– على
القول باستحالة قراءة الآلاف العديدة ، من الإنتاج الأدبي العربي ،
الذي سطر حول هذه المدينة (مكة) ، وذلك خلال مكوثه بها لستة أشهر ونصف
الشهر ، عام 1885م ، ملازماً مجالس العلماء بها ، إلى أن أتم تحرير
كتاباً ، من جزأين ، بعنوان " مكة المكرمة في نهاية القرن الثالث عشر
الهجري " ، قدم فيه وصفاً دقيقاً لتفاصيل الحياة الاجتماعية
والاقتصادية والثقافية ، مستخلصاً ، من ذلك أن (مكة) ظلت –آنذاك–
مركزاً للعلم والثقافة ، ومكاناً أريحياً للبحث والتأليف ، وإتمام
الأعمال الفكرية ، بصنوفها التوثيقية والتحقيقية والبحثية ، على اختلاف
تخصصاتها ، ومجالاتها ، في التفسير والحديث والفقه واللغة والأدب ،
وغيرها من فروع المعارف والعلوم الإسلامية.
وغالباً ما يكون اختيار
هذا المكان (مكة) –وفي زمان الحج– مقصوداً ومطلوباً لذاته –كما يذكر
باحث سعودي معاصر– كسباً للتشريف ، وطلباً للتسديد ، وزيادة في التبجيل
، ورغبة في أن تعم الفائدة بهذا العمل ، إلى غير ذلك من محاسن تحدث
عنها أصحاب تلك الأعمال ، وبنوع من الاهتمام في مقدمات مؤلفاتهم، ومن
هؤلاء (الزمخشرى) الذي ألف كتابه الشهير في تفسير القرآن ، والمعروف
باسم "الكاشف" ، في جوار "بيت الله الحرام" ، وبهذا الجوار لُقب
(الزمخشرى) بلقب (الجار لله) ، ومن هؤلاء –أيضاً– الإمام (البخاري) ،
صاحب كتاب "الجامع الصحيح في الحديث" ، وإلى جواره –كذلك– أنجز النحوي
(جمال الدين بن هشام الأنصاري) كتابه في اللغة "مغنى اللبيب في كتاب
الأعاريب" ، كما أنجز (عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي) كتابه "الجمل" ،
في جوار ذلك "البيت العتيق" ، وهكذا آخرون ، ذلك أن (مكة) كانت المكان
الوحيد في العالم الإسلامي ، الذي يجتمع فيها علماء الأمة على اختلاف
مذاهبهم ومللهم ومناهجهم ، طلباً للعلم ونشره ، وتحصيلاً للرواية
والسماع والإجازة ، ورغبة في التفاكر والتذاكر ، إلى جانب تحصيل الكتب
التي يتعثر الوصول إليها ، فكان بعض العلماء –كما يقول العلامة المصري
الراحل (شوقي ضيف)– إذا افتقد كتاباً ولم يستطع الحصول عليه ، رغم
تطوافه إلى البلدان ، لجأ إلى النداء عليه في الحج ليخبر عنه من يراه ،
في مكتبة من المكتبات المتناثرة بين (الأندلس) وأواسط (آسيا) حتى
(الهند)، إلى جانب ما استنه قدامى الكُتاب ومحدثيهم من سنن توثيق رحلات
حجتهم ، المتصلة بتأملاتهم وخواطرهم ، وبتجاربهم المفعمة بالإشعاعات
الروحية ، وصفاء الإيمان ، حيث شكلت هذه الرحلة –عند أصحابها- تحولاً
معنوياً ، ومنعطفاً تاريخياً ، وبداية لمسلكيات مُغايرة ، عما كانوا
عليه من قبل ، حتى بات من الصعب الإحاطة بهذا النسق من الكتابات ،
لكثرتها وتراكمها ، مثل كتاب "الارتسامات اللطاف في خاطر الحج إلى أقدس
مطاف" ، الصادر عام 1930 ، للكاتب السوري الشهير (شكيب أرسلان) ، وكتاب
"في منزل الوحي" ، الصادر عام 1935 ، للكاتب والسياسي المصري اللامع
(محمد حسين هيكل) .
كما نشأت عن هذه
الفريضة طرق عرفت بـ "طرق الحج" ، التي عُدت من طرق الحضارة الإسلامية
، حتى صارت جزءاً من جغرافيتها ، فاسترعت انتباه العديد من الباحثين
والرحالة، كـ "ابن بطوطة" ، بحسب ما يذكر المؤرخ المغربي (عبد الهادي
التازي) ، الذي قام بتحقيق رحلات (ابن بطوطة) ، في خمسة مجلدات ، حيث
وصف كل مركز تمر عليه القافلة المتجهة إلى (الحجاز) بأنه كان بيئة
علمية ، ورحابة ثقافية واسعة ، وهي مراكز عزا (التازي) إلى (ابن بطوطة)
الفضل في لفت الانتباه لها ، من خلال ما أدته من دور مهم في التقاء
وتحاور الثقافات المتعددة .
لكن ، هذا التحاور ،
وذاك الثراء العلمي والروحي ، سرعان ما جدبت تربته وفسد هوائه ، وتبددت
كنوزه ، بتقويض الكيان السياسي والإداري لـ (الحجاز) على يد قوات (محمد
بن سعود) وحلفائه من جماعة "الإخوان الوهابيين" ، ومن والاهم ، من
قبائل وبطون البادية (النجدية) ، فغزو مدينة (الطائف) ، في شهر ذي
القعدة ، من العام 1217هـ / 1802م ، بعد أن أنزلوا التدمير بيوت أهلها
وآثارها الإسلامية ، وبثوا الرعب في صفوف سكانها وزائريها ، بعد معارك
طالت لثلاثة أيام ، حتى غُلب أهلها " فأخذ البلدة الوهابيون ، واستولوا
عليها عنوة ، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وهذا رأيهم مع من
يحاربهم ، على حد ما يذكر المؤرخ المصري الشهير (الجبرتي) ، في كتابه
"تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" ، حيث عاصر هذه الأحداث ،
والتي أودت بحياة كل من الشيخ (عبد الله الزواوي) مفتي (الشافعية) بـ
(مكة المكرمة) ، والشيخ (عبد الله أبو الخير) قاضي (مكة) ، والشيخ
(جعفر الشيبي) وأبنائه ، وغيرهم ممن آمنوهم عند أبواب بيوتهم (!) ،
وذلك بعد العدوان السعودي – الوهابي على (مكة) ، في العام التالي ،
مباشرة (1218هـ/1803م) ، وهو ما دفع (الشريف غالب) ، حاكم (مكة) إلى
إبرام صلح مهين معهم دخلت –بمقتضاه– القوات السعودية الوهابية إلى (أم
القرى) ، بعد أن أرغم (الشريف) على حظر الصلاة والسلام على الرسول
الكريم ، بعد آذان الصلوات الخمس، بوصفها "بدعة" ، وأن يوافقهم على ما
يريدون ، من أحكام .
وحينها ووجه حجاج بيت
الله بكل عنت وإجبار وهابي ، بغية إخضاعهم لما يدعونه "صحيح الإسلام" ،
وكان نصيب من لم يمتثل لمشيئتهم هو المنع الصريح لأداء فريضة حجه ، حدث
ذلك مع الحجاج العراقيين والإيرانيين ، في العام 1220هـ / 1805م ،
بوصفهم كفاراً –بنظر الوهابيين– وأمتد إلى الحجاج الشاميين ، في العالم
التالي ، حتى بلغ الحجاج المصريين والمغاربة في العام الذي تلاه (!) ،
إلى أن اقتصرت شعائر الحج على "الوهابيين" ، وأنصارهم في (شبه جزيرة
العرب) ، بعد أن امتنع أتباع باقي المذاهب الإسلامية فيها عن الحج ،
خشية تعرضهم للإيذاء الوهابي ، مثل أهل (نجران) من الشيعة الإسماعيلية
، وأهل (الإحساء) و(القطيف) من الشيعة الإمامية ، وأهل (اليمن) من
الشيعة الزيدية ، وأهل (عسير) من المتصوفة ، بينما أخفى أهل (الحجاز)
مذهبهم الشافعي ، حين كان "الوهابيون" يستنطقون الناس عن اعتقادهم ،
بشأن مبدأ "التوحيد"، بحسب ما حدده (ابن عبد الوهاب) ، في صفحات كتابه
الهزيل ، والصادر بهذا العنوان ، وإلا تعرضا للإيذاء ، وربما القتل لكل
من لا يقل به ، جهاراً (!) ، وهي حوادث أشعلت الغلاء في (مكة) ، بشكل
لم تشهده ، عن ذي قبل ، حتى باع أهل (مكة) أثاثهم وحلي نسائهم ، بعُشر
القيمة ليشتروا أقوات أطفالهم في الأزقة ، بعد أن بيعت لحوم الحمير
والجيف "بأغلى الأثمان، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة
الخطر الجاثم على أطرافها ، فلم يبق فيها إلا النادر من الناس" على حد
ما ذكر (عثمان النجدي) ، أحد مؤرخي (الوهابية) ، وذلك في الوقت الذي لم
يتورع اثنان من قادتها –وهما (عثمان المضايفى) أمير الطائف ، فيما بعد
، و(ابن شكبان)– عن قتل من لم يطعهما ، على جبل (عرفة) ، بعد أن أسرا
الكثيرين من الناس ، ثم انتقلا إلى (وادي مر) ينهبون ما فيه ، ويقتلون
الواردون من ناحيته إلى (مكة) ، مما أدى إلى امتناع أهل (الحجاز) عن
الحج ، وكذا أهل (مصر) ، بعد إحراق " المحمل المصري" ، ورفض أمير الحج
الشامي الانصياع لشروط (الوهابية) ، فعاد إلى بلاده ، بمن معه من حجيج
.
ويذكر مؤرخ (الوهابية)
(عثمان بن بشر الحنبلي) في صفحة 139 ، من كتابه "المجد في تاريخ نجد" ،
جانباً من أحداث الحج سنة 1221هـ / 1806م ، بقوله: "فلما خرج سعود من
الدرعية قاصداً مكة أرسل فراج بن شرعان العتبي ، ورجالاً معه .. وذكر
لهم أن يمنعوا الحجاج التي تأتي من جهة الشام واسطنبول ونواحيهما ،
فلما أقبل على المدينة الحاج الشامي ومن تبعه ، وأميره عبد الله العظم
باشا والي الشام فأرسل إليه هؤلاء الأمراء أن لا يقدم وأن يرجع إلى
أوطانه" ، ويضيف مغتراً : "ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل الشام ومصر
والعراق والمغرب (أي بلاد المغرب العربي كله) وغيرهم إلا شرذمة قليلة
من أهل المغرب لا إسم لهم" .
وهي أحداث اقترنت
بانفلات حاد للأمن ، فانتشر السلب والنهب في (مكة) ، واضطربت أحوالها ،
حتى استعصى على (الوهابيين) وضع حد لهذا الفلتان ، وما لبثوا أن هجروها
، عندما سمعوا أن (العجم) –أي (حملة محمد علي)– غزوا عاصمة دولتهم
(الدرعية) ، بحسب رواية (الجبرتي) ليعود (الشريف غالب) إلى (مكة) ، بعد
أن استطاعت حملة (محمد علي) تقويض أركان الدولة السعودية الأولى في
العام 1818م، كبداية لاستعادة دور الحياة الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية ، إلى سابق عهدها في (الحجاز) ونواحيها ، والتي شملت إعادة
تعمير وتشييد ما هدمه "الوهابيون" ، في (مكة) و(المدينة) ، من مساجد
وأضرحة ، وما إلى ذلك .
بيد أن الأنفاس سرعان
ما انحبست في حلوق المسلمين ، بعد أن تمكن (تركي) و(فيصل) ، من أحفاد
(ابن سعود الكبير) من إعادة قيام دولتهم الوراثية ، ثانية ، بعد عامين
فقط ، من سقوط الأولى ، في منطقة نفوذهم الأصلية ، أي (نجد) ، وذلك في
العام 1820م ، إلا أن اقتصار حدود هذه الدولة على تلك المنطقة البدوية
، بسبب التنازع بين (آل سعود) و(آل الرشيد) على المُلك فيها ، مكن
جمهرة المسلمين ، في (الحجاز) و(شبه جزيرة العرب) ، وخارجها ، من تنفس
الصعداء ، إلى أن انهارت أركان هذه الدولة ، من جديد ، في العام 1884 ،
نتيجة الصراع السياسي الداخلي ، ليزاح عن كاهل طوائف عموم المسلمين
عبئاً ظالماً عانوا منه ، خاصة في مواسم الحج .
ولكن ، وبعد أقل من
عقدين ، فقط ، عادت قوة (آل سعود) ، وحلفائهم ، من (الوهابيين) إلى
الصعود ، من جديد ، مع العام 1902م ، وهو التحالف الذي شهد تجاذباً
ونفوراً ، بل وصداماً دامياً بين الطرفين ، على مدى السنوات السبع
والعشرين التالية ، إلى أن استتبت سيطرة الحليفين على أرجاء (الحجاز) ،
فتنادى الاثنان على صيغة سواء ، توحدت ، من خلالها ، نظرتهما المشتركة
، إلى من هو خارج صفوفهما ، من مسلمي (شبه جزيرة العرب) ، ومن خارجها ،
بوصفهم "أهل شرك" ، ولو كان شركاً خفياً (!) ، يحل –لهما– قتالهم
وقتلهم وسبي نسائهم ، مثلما حصل مع مسلمي (الطائف) ، فيما واصلوا سُنة
أسلافهم الأوّل ، من سدنة الدولة السعودية الأولى ، بتقويض كل أثر
إسلامي ، في طريقهم ، داخل (مكة) والمدينة ، بما في ذلك بيت النبي
الكريم (محمد) -
صلى الله عليه وآله وسلم– وبيوت ومقابر آل البيت النبوي
والصحابة ، حيث كان الهدف –كما يقول المؤرخ اللبناني (أمين الريحاني)
-
طمس ذكرى أصحاب هذه البيوت ، على مر الزمن ، في العقل الإسلامي العام
(!) .
فمع حلول (أيلول
الأسود) ، من عام 1924 ، أصيبت القوات الحجازية ، في الخامس والعشرين ،
من هذا الشهر ، بهزيمة موجعة ، على يد قوات (عبد العزيز آل سعود) ،
وحلفائه ، من جماعة "الأخوان الوهابيين" ، ومن والاهم ، من قبائل
(البقوم) و(عتيبة) و(الطويرق) ، لتسقط (الطائف) ، وتنهار الحكومة
المدنية في (مكة) ، وسط فرار الآلاف ، من سكانهما ، بصحبة الموظفين
الرسميين ، إلى (جدة) ، سيراً على الأقدام ، لانعدام المواصلات
الكافية ، لنقلهم خارجها بحسب ما تذكر أحد الوثائق البريطانية .
ويذكر ممثل الحكومة
البريطانية في (الحجاز) السير (BULLARD)
، في تقرير وجهه إلى وزير خارجية بلاده: "إن الوهابيين قاموا بهدم قبر
العباس ، ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن هناك حالات كثيرة
من النهب والقتل" .. "وقد أكد لي ذلك العديد من الهاربين ، وقالوا إن
الوهابيين أطلقوا النار عليهم ، ونهبوهم ، واستولوا على جميع ممتلكاتهم
ما عدا ملابسهم الداخلية (!)" ، وأشار المسئول البريطاني إلى ما لاقاه
أهل (مكة) من سطو على ممتلكاتهم من نقود ومجوهرات وسجاد ، أثناء
اصطيافهم بـ(الطائف) ، حيث تم الهجوم السعودي / الوهابي ، مشيراً
بأصابع الاتهام إلى الوهابيين ، "ولو تردد أي ساكن في تقديم ما لديه ،
فإنهم يطلقون النار عليه فوراً" ، وفى هذا فقدت بعض الأسر المكية "خمسة
أو ستة من أفرادها .. ومعظم الناجين من المذابح أخذوا إلى (قصر شبرا)
كأسرى حيث مكثوا به أكثر من أربعة أيام بلا طعام" .. "كما أمروا الجموع
الهاربة إلى مكة أن يبلغوا سكانها بأن الوهابيين قادمون ، وأنهم
سيعاملونهم معاملة أهل الطائف ما لم يتخلصوا من الشريف (الملك حسين)
الذي أطلقوا عليه اسم "أبو خيشة" ، ونتيجة لذلك "تحركت تلك الجموع إلى
مكة سيراً على الأقدام حفاة ، بملابسهم الداخلية فقط" ، بحيث بلغ من
تشدد الوهابيين أن وصفوا ضحاياهم بـ(الكفار) و(المشركين) ، كما استلفت
انتباه المسئول البريطاني "أن الوهابيين يتعمدون ذكر النبي محمد (صلى
الله عليه وآله وسلم) بأنه "عبد الله" ويرون أن ما يقوم به السنة من
إضفاء صفات تميز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما هو نوع من
الوثنية (!)" .
أما (المدينة) ، فقد
ذكر تقرير بريطاني آخر بتاريخ أغسطس 1925 أن هجوم (الوهابيين) على
المدينة لم يتوقف منذ ستة أيام ، بحيث باتت تشكل الأغذية لأهل
(المدينة) مسألة خطيرة، وذلك بعد نهب كل الأغذية التي أرسلها الملك
(علي) (حاكم مكة) إلى المدينة على ظهر ألف جمل ، وما يقال عن أن
(الوهابيين) أطلقوا النار على القبة المقامة فوق قبر النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ، في حين ذكر تقرير آخر بتاريخ سبتمبر ، من نفس السنة
، وصول أعداد هائلة من البرقيات باسم (ابن سعود) ، من (بومباي) بـ
(الهند) ، وإيران ، تحمله مسئولية ما يحدث في المدينة ، وطالبت بعض
الجهات في طهران بإرسال قوات إلى الحجاز لهزيمة الوهابيين "الكلاب" ،
وأوضح التقرير إن (ابن سعود) طلب السماح له بإرسال بعض أتباعه إلى
(الهند) لشرح "المعتقدات الوهابية " لمحاصرة دعاية الأعداء ، الذين
أرادوا استخدام الكلام ، بعد أن فشلوا في استخدام السلاح .
ولكن يبدو أن (ابن
سعود) لم يأبه بكل ذلك ، حيث كتب الوزير البريطاني المفوض في (جدة) (NORMAN
MAYERS)
، في تقريره لشهر نوفمبر ، من العام 1926 ، أيضاً "إن ابن سعود سافر
إلى المدينة ، ومعه الشيخ بن بلهيد ، والشيخ عبد الله بن حسن ليطهروا
المدينة كما طهروا مكة من قبل" ، وذلك في الوقت الذي كانت تزداد فيه
"شراسة الوهابيين" في (مكة)، من ذلك ، قيامهم بانتزاع سيجارة من فم
سائق مصري وانهالوا عليه بالضرب ، حتى فارق الحياة ، وذلك حسب توجيهات
عبد الله بن حسن ، حفيد محمد بن عبد الوهاب ، الذي سبق له أن أمر بجلد
أحد المدخنين ، الذي يبدو أنه كان أحد عناصر فريق الحجاج المصري ، وهي
اعتداءات طالت غيرهم من الحجيج منذ تولى الوهابيون إدارة شعائر حج موسم
1926 ، وذلك بحسب ما يذكره تقرير بريطاني آخر بقوله "أن الوهابيين
أطلقوا النيران على أربعة من الحجاج الأفغان ، وجرحوا اثنين منهم ،
لأنهم كانوا يؤدون الصلاة في جبل ثور ، حيث اختبأ النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) ، كما وقعت حوادث أخرى عديدة ، لأسباب تافهة ، وهو ما يخالف
تأكيدات السلطات السعودية بضمان أمن الحجاج ".
كما يذكر (JORDAN)
، في تقريره الشهري لوزير خارجية بلاده ، عن شهر يونيو 1926 أنه تسلم
"عدة شكاوى من الحجاج بأنهم لم يتمكنوا من أداء فرائضهم الدينية بحرية
، وشكاوى أخرى تتعلق بتدمير الأضرحة في مكة وما حولها ، كما أن هناك
حجاج كثر تعرضوا للضرب من قبل البوليس بسبب التدخين ولأسباب أخرى ذات
صلة بالتعاليم الوهابية الشاذة" .
وفي تقريره عن شهر
يوليو ، يشير (JORDAN)
–كذلك– إلى انعدام الاستعدادات الصحية ، وكذا مياه الشرب ، التي تكاد
تكون منعدمة ، حتى وصل سعر صفيحة الآبار المالحة الكريهة إلى 10 قروش ،
موضحاً إن مجرى المصدر الأساسي للإمداد بالمياه ، وهو "عين زبيدة" ،
كان مسدوداً ، في حين تُركت الأضاحي المذبوحة في "مِنى" حتى تعفنت ،
ولم تكن هناك وسيلة للتخلص منها ، ويضيف : "لقد علمت إن الحالة في منى
بعد مرور يومين كانت مرعبة بسبب الرائحة النتنة ، التي تزداد بفعل
حرارة الشمس" ، وهي حالة ظلت شائعة على مدى الاثنين والأربعين سنة
التالية.
لذا ، لم يكن غريباً أن
يتعرض كثيراً من "الحجاج للموت سحقاً بأقدام إبل الإخوان (الوهابيين)
الذين حضروا في موسم 1926 ، لرمي الجمرات مندفعين بحيوانيتهم ككتلة
واحدة، وسط حشود الحجاج" ، وهو ما لم يتغير كثيراً حتى موسم حج 2006 ،
بحسب الحوادث التي أوقعت أعداداً كبيرة من هؤلاء الحجاج صرعى ! .
وفي سياق تلك الدراما
التاريخية المفجعة تروي العديد من المصادر الثقاة وقائع بالغة الشذوذ
تجاه مختلف الجنسيات ، من حجاج بيت الله الحرام ، منذ الاستيلاء
السعودي – الوهابي، على (مكة) و(المدينة) ، مثل الجلد العلني لامرأتين
سوريتين ، "بعد أن وضعت كل منهما في كيس ، لأنهما تصورتا فوتغرافياً" ،
بينما كان يساق العشرات "إلى السجون بتهمة التدخين"، حيث يجلد المدخن
40 جلدة ، وهو ما كان مثاراً لنقد لاذع وجهه أحد الكُتاب المصريون إلى
السلطات السعودية "لتعدي شرطة الحرم على الحجاج بالضرب ، أثناء طوافهم
حول الكعبة لمنعهم من تقبيل الحجر الأسود" ، بينما ذكر كاتب مصري آخر
أنه قُبض عليه بسبب مدحه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، خلال جلوسه
بجوار فقيه يتلو (القرآن) ، وحين ناقش ذلك الأمر مع وكيل جريدة (أم
القرى) ، ما كان منه إلا أن "مدح هذا التصرف ، من قبل الشرطة ، متعللاً
باحتمال مبالغة المادح في مدح الرسول" (!) ، في حين اعتبر مسئول
بريطاني التصرفات الوهابية ، في هذا الشأن "تصرفات استبدادية طالت
الحجازيين ، والحجاج ، على حد سواء"، وذلك على الرغم من التحالف الوطيد
، الذي جمع (بريطانيا) بحكومة (ابن سعود) الوهابية ، قبل وبعد سيطرة
الأخيرة على الأراضي الحجازية.
غير أن أكثر التعليمات
الوهابية غرابة كانت تلك التي ألزمت الحلاقين بـ "الامتناع عن حلق ذقون
الحجاج أو السكان ، وأن يبقى في الوجه 15 شعرة على الأقل (!)" ، وبلغت
غرامة من يخالف ذلك "700 ريال" .
وفي إطار تلك المعاناة
لم تتورع الإدارة (السعودية – الوهابية) عن المغالاة في فرض الرسوم
والضرائب الباهظة ، على الحجاج ، وهو ما كان مثار شكاوى الحجاج
المصريين ، في ثلاثينيات القرن الماضي ، وذلك على الرغم من قيام القنصل
المصري في (جدة) آنذاك بحث تلك الشكاوى ، مع وكيل وزارة الخارجية
السعودية ، وتعهد الأخير بإعادة النظر في هذه الضرائب ، إلا أن الحكومة
السعودية لم تتخذ أي إجراء ، في هذا الشأن ، لتيقنها من أن كل مسلم سوف
يؤدي هذه الشعائر ، داخل منطقة (الحجاز) التي لا تخضع لغير حكمها ، وهو
ما زاد من دخل حكومة (ابن سعود) ، من عوائد الحج ، إلى خمسة ملايين
جنيه مصري ، عام 1938 ، وكان من نتيجة ذلك انخفاضاً في أعداد الحجاج
المصريين في العام التالي (1939)، مما حمل حكومة (ابن سعود) على إنشاء
"مكتب للدعاية للحج"، في (القاهرة) ، برئاسة (عبد القادر الأنصاري) لحث
المصريين على الذهاب إلى الحج .
بيد أن الحكومة
السعودية لم تتخذ –على أرض الواقع– من إجراءات لتأمين وراحة الحجاج،
واكتفت بكل إجراء يكفل لها ملء خزانتها من الأموال ، دون النظر إلى
الظروف الاقتصادية التي كانت تمر بها الدول الإسلامية ، فرفعت أسعار
النقل الداخلي ، أثناء موسم الحج ، بنسبة 72% ، وزادت من سعر الريال
السعودي مقابل الجنيه المصري (وهو العملة القوية مقابل العملات الحرة)
، ليكون سعر الأخير ثمانية ريالات ، بعد أن كان سعره يتراوح بين اثني
عشر ريالاً وأربعة عشر قرشاً ، وهو مسلك استمرأت حكومة (ابن سعود)
إتباعه، في مشهد لا يخلو من مفارقة ، حين أصرت تلك الحكومة على رفع
أجرة الفرد من خمسة جنيهات ، بعد أن كانت شركة "مصر للطيران" قد حددتها
مع بداية افتتاح خط (جدة – المدينة) عام 1937 ، بعشرين جنيهاً ، أو ما
يعادل ثمانية عشر جنيه ذهب (!) .
ذلك في الوقت الذي لم
يأبه أحداً بالتحذير الذي وجهه ، عام 1927 ، قائمقام (جدة) إلى ملك
(السعودية) المؤسس (عبد العزيز) ، وأشار فيه إلى "أن تطبيق التعاليم
الوهابية وتطبيق المحظورات الدينية (بحسب ما يتراءى لهذه التعاليم ،
بالطبع) قد تؤدى إلى نتائج عكسية" .
وغني عن القول أن لـ
(الوهابيين) سجل حافل في الاعتداء على ضيوف بيت الله الحرام ، من قبل
استيلائهم على (مكة) وأراضي (الحجاز) ، عامة ، إذا انقضت سرية من قوات
(الوهابيين) على نحو ألف من الحجاج اليمنيين ، أثناء توجههم إلى (مكة)
في موسم الحج ، من عام 1341هـ / 1921م ، فقتلوهم إلا اثنين ، وذلك دون
أي سبب مباشر للإقدام على هذا الفعل (...) ، لكن بعض الأقلام المرتبطة
بـ(الوهابيين) ادعت أن "الجند الوهابي" ظن أن هؤلاء الحجاج فرقة مسلحة
من أهل (الحجاز) ، فاشتبكوا معها ، وهي رواية يشكك في صدقيتها الكثيرين
، في ضوء الممارسات الوهابية اللاحقة ، ويرجحون أسباب الاعتداء الوهابي
على الوافدين اليمنيين إلى تصادف مرورهم بمحاذاة الفرقة الوهابية ،
بمسافة قريبة، فبات ما لدى الحجاج من متاع لقمة سائغة لتلك الفرقة ،
حين تأكدت من تجرد اليمنيين من السلاح .
وقد اقترنت هذه
الممارسات بكارثة الاستيلاء الوهابي على الحرم المكي ، مذهبياً ، حيث
أزيح علماء ومشايخ المذاهب الإسلامية الأخرى عن إمامة الناس للصلاة بـ
"البيت" ، أو الإفتاء فيه خلال مواسم الحج والعمرة ، إلا من تابع وروج
"للتعالم الوهابية" ، وهو الاحتكار الذي لا يزال مستمراً ، إلى اليوم
(!) ، وذلك ناهيك عن توقف حلقات التدريس العلمية ، في تلك البقعة
الإسلامية الطاهرة ، منذ عام 1926 .
ويشير باحث سعودي معاصر
إلى أن جانباً من هذه الحلقات كان يضم قبل السنوات التي سبقت الاحتلال
الوهابي : "السيد علوي عباس المالكي (حديث وتفسير – بعد العشائرين) ،
عبد الفتاح حسين راوي (الفقه الشافعي – بعد المغرب) ، الشيخ عيسى رواس
(الفقه الحنفي – بعد العصر) ، الشيخ عبد رب الرسول السليماني في
(المواريث – بعد العشاء) ، الشيخ محمد العربي التبانى (الحديث) ، الشيخ
مسدّد قاروت (الفقه الشافعي – بعد العصر) ، الشيخ حسن محمد مشاط (الفقه
وأصول الحديث – بين العشائرين) ، الشيخ عباس صدقة عبد الجبار (الفقه-
بعد الفجر) ، الشيخ عبد الله دردوم (قواعد اللغة العربية – بعد العصر)
، السيد محمد بن أمين كثبى (اللغة العربية – بعد المغرب) ، السيد على
البار (الحديث – بعد الفجر) ، الشيخ المجتبى الشنقيطى (الفقه والحديث –
بعد الفجر) ، الشيخ محمد سعيد اليماني – أكبر علماء زمانه (الفقه – بعد
المغرب) ، إلى جانب حلقات أخرى واصلت انعقادها بجوار أحد أبواب
(الكعبة) المسمى (الزيادة) ، مثل حلقات الشيخ البخاري والشيخ عاشور
الخصرمي (لتعليم الأطفال القرآن الكريم) ، والشيخ إبراهيم خلوصي
الحلواني (الحساب والخط والإملاء)" .
في حين أورد المستشرق
الهولندي (سنوك) ، في تاريخه ، أن (الشريف حسين) حاكم (مكة) أمر بتخصيص
مقررات مالية للعلماء ، الذين يدّرسون بـ "الحرم" ، إلا أنهم امتنعوا
عن استلامها ، لأنهم يرغبون في أن يكون تدريسهم احتساباً ، وهو أمر
انقلب رأساً على عقب ، بدخول (الوهابيون) (مكة) ، فأمروا "العلماء
بالتوقف عن إلقاء الدروس الدينية .. مع حظر كافة الدروس الدينية ، عدا
القرآن والأحاديث النبوية ، فيما لم "يسمح لأي إمام أن يؤم المصلين إلا
إمام وهابي في المسجد الحرام" ، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في أعداد
المصلين بالحرم المكي ، فبينما "كانت الألوف تحتشد في المسجد الحرام ،
ولم يعد يُرى سوى أقل من الألف مُصلي الآن".
إذ كان (ابن سعود) يخطو
، آنذاك "خطوات مهمة نحو ترسيخ وهيمنة المذهب الوهابي في مكة وإقصاء
المذاهب الإسلامية الأخرى .. ففي البداية وعقب استيلائه على الحجاز ،
قام بتخفيض عدد أئمة المذاهب الأربعة الذين كانوا يؤمون المصلين يومياً
في المسجد الحرام، على مدى أجيال ، ثم تمثل في السماح بوجود إمام واحد
فقط لكل مذهب، على أن يتناوب الأئمة الأربعة إقامة الصلاة ، مرة واحدة
لكل منهم ، بينما يؤم الإمام الوهابي المصلين مرتين يومياً . لكنه الآن
ألغى هذا النظام ، واستبعد كافة الأئمة الغير وهابيين ، وعين إمام
وهابي نجدي للمسجد الحرام .
ولأن إمام واحد لا يكفى
، فإنه عين ثلاثة أئمة آخرين ممن اعتنقوا المذهب الوهابي حديثاً (...)
، وليست لهم أية صلة بالمسجد ، وهو ما دعا ممثل الحكومة البريطانية لدى
حكومة (ابن سعود) للتحذير من مغبة هذه الإجراءات على الحج ، وهو وضع
أدى إلى نشوب عدة معارك بين بعض المكيين والمتشددين الوهابيين أسفرت عن
مقتل أحد المكيين وجرح الكثيرين ، ذلك أن الوهابيين يرغمون السكان على
أداء الصلاة خمس مرات يومياً بالمسجد ، خلف إمامهم الوهابي ، بالطبع ،
وفى أعقاب ذلك اتخذ (ابن سعود) "إجراء" مشابه في المدينة ، إذ قام بطرد
كافة الأئمة من غير الحنابلة ، وعين مكانهم 3 أئمة جدد ، اثنين منهم من
إقليم نجد ، والثالث زنجي من تمبكاتوا، وهو الإجراء الذي وصف بأنه سوف
يثير "الاستياء والغضب ، لأن إمام المدينة -يقصد المسجد النبوي- بصفة
خاصة يحظى بمنزلة رفيعة ، لدرجة أنه كان يشترط لتولي هذا المنصب رجل
ينحدر من الأنصار (أي أنصار النبي-صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتى قيل
أن هذه الإجراءات جاءت ترضية من جانب الملك "للإخوان الوهابيين من
المذاهب الأخرى ، باعتبار أن الإمام الأخير كافر" (أي إمام المسجد
النبوي) (!) .
وفى هذا الإطار المروع
، يتحدث مؤرخ مصري ، كان مستشاراً مقرباً لـ (ابن سعود) ، هو (حافظ
وهبة) عن مدى السطوة التي بلغها "الأخوان الوهابيون" في مكة ، حتى
صاروا يأخذون كل أمر بأيديهم ، بحيث انعدمت "أي هيبة للحكومة" ، فكل ما
يعتقده الأخ مُنكراً يزيله بنفسه .. ببندقيته .. أبعصاه .. أو بيده " ،
مشيراً إلى أن استمع إلى أن آل سعود اتخذوا راية شعارها : لا إله إلا
الله محد رسول (بحذف ميم محمد) أي لا أحد رسول الله" ، موضحاً أنه
أثناء حصار الحجاز عام 1925 ، قد حضر بعض أفاضل السنغاليين وتطوان
(المغربية) ، وكانوا أثناء حديثهم يبكون لشدة تأثرهم .
وفيما يتصل بالتقاليد
الاجتماعية لدى المكيين "أوقف الوهابيون العمل بالتقليد المكي الخاص
بالحرم النبوي ، حينما كان يتم العزم على زيارة مسجد النبي –صلى الله
عليه وآله وسلم– بتجهيز الأطعمة، من أنواع (الشابورة) و(المكسرات) ، في
عشية السفر ، الذي يشهد –كذلك– حضور "المزهد" ، رافعاً عقيرته بما
يجريه الله على قلبه في مديح المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وكذلك
يفعلون عند العودة من المدينة المشرفة .
أما في حفل أسبوع
المولود فقد روى أن أهله والملتحقين به يأخذونه إلى (الحرم) ، ليضعوه
على باب (الكعبة) ، ثم يعودون إلى البيت "لإعداد مراسم التسمية ، وسط
جمع من الأطفال ، والشمع يضيء بين أيديهم وهم يرددون : يا رب يا رحمن /
بارك لنا في الغلام ، وإن كانت بنتاً يرددون : يا رب البرية / بارك لنا
في البنية" .
...........................................
هوامش ومصادر:
- انظر : محمد إقبال فكره الديني والفلسفي ، تأليف :
محمد العربي بو عزيز ، دمشق ، دار الفكر .
- زكي الميلاد ، مركزية مكة المكرمة في الثقافة
العربية الإسلامية – فصلية جذور ، جدة ، ج20 ، مج9 ، عدد 20 ، يونيو
2005 .
- مجلة الحج والعمرة ، العدد الثاني ، صفر 1425هـ /
مارس – إبريل 2004.
- هورخرونيه .. في خدمة إدارة المستعمرات الهولندية ،
عرفة عبده علي ، مجلة الحج والعمرة ، عدد 10 ، شوال 1425 هـ نوفمبر –
ديسمبر 2004 ، ص60 .
-
دراستنا التفصيلية الموثقة ، في هذا الشأن ، بعنوان
: " دور آل سعود والأخوان الوهابيون في تجريد الحجاز من آثارها
الإسلامية ، مركز يافا للدراسات والأبحاث ، القاهرة أبريل 2006 .
-
انظر ، في ذلك : علي أبو الخير ، تدويل الأماكن
المقدسة في الحجاز بين التأويل السياسي والتنزيل الديني ، مركز يافا
للدراسات والأبحاث ، البرنامج البحثي عن تدويل الأماكن المقدسة :
دراسات متخصصة ، القاهرة 2006 ، ص9 .
-
انظر أمين الريحاني ، تاريخ نجد وملحقاته ، ص323 .
8-
راجع ، في ذلك حملة الطريقة الصوفية المصرية
(العزمية) على المفاهيم الوهابية ، كما وردت في إحدى الإصدارات الحديثة
للطريقة ، بعنوان : أنوار الحقائق الجلية في كشف الوهابية : لجنة
البحوث والدراسات بالطريقة العزمية ص118 ، القاهرة سبتمبر 2004 ، طبعة
خاصة ، ط1 .
9-
خير الدين الزركلى ، شبه الجزيرة العربية في عهد
الملك عبد العزيز ، ج4 ، بيروت 1970 .
10-
انظر : فوزي أسعد نقيطى ، العلاقات المصرية
السعودية ، معهد الدراسات العربية ، القاهرة 2000 .
11-
أحمد إبراهيم عيسى – الحجاز في عالم 1356 هـ
(1938م) ، القاهرة ، ط1 ، بدون تاريخ .
12-
حافظ وهبة ، جزيرة العرب في القرن العشرين ،
القاهرة 1946 .
وكل ذلك بحسب الكاتب نصاً ودون تعليق .
montadaalquran.com
|