بحضور لافت إزدحمت به أروقة الحوزة العلمية الزينبية ومصلاها
والرصيف المقابل لواجهتها والشارع المقابل لها الأمر الذي قطع الطريق على السيارات
.. أحيى فضيلة العلامة الخطيب الحسيني الكبير الشيخ عبد الحميد المهاجر ( دامت
بركاته ) اليوم الثالث الواقع 12 جمادى الاول سنة 1425هـ من مجالس العزاء الفاطمية
التي تقيمها الحوزة العلمية الزينبية في سوريا.
فبعد تلاوة مباركة لآيات شريفة من الذكر الحكيم ، تلاها فضيلة المقرئ الشيخ عباس
النوري ، ارتقى الشيخ المهاجر المنبر الشريف مستهلاً مجلسه بتلاوة آية التطهير التي
نزلت في أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين : ((
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) .
ثم قال ( دام عزهً ) :
هناك حالة حضور متوهجة ودائمة ومستمرة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في الحياة ،
ولأن لهذا الحضور قيم ومعاني كبيرة وعظيمة ، يجب ان نلتفت اليها بكل عقولنا وقلوبنا
وبشكل دائم فحتى الموت لا يقطع أهل البيت ( عليهم السلام ) عنا ولا يقطعنا عنهم
وأضاف قائلا :
إن هناك العديد من الأدلة القرآنية ومن الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) نفسه
على حضور النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذه
الأدلة لا تخفى على كل باحث عن الحقيقة . فالآية الكريمة : (( إنّا أرسلناك شاهداً
ومبشراً ونذيراً ... )) تعني بوضوح أن رسول الله شاهد على أعمالنا وحركاتنا
وأقوالنا كما إن الآية : (( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) دليل
آخر على ذلك الحضور وتلك الشهادة . كما إننا في الصلاة الواجبة حينما نسلم على
النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) فإننا نحمله فريضة واجبة هي رد السلام ، وهو
معنى أخر يدلنا على حضور وشهادة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) علينا . كما
إننا أمة وسطاً لنكون شاهدين على الأمم الأخرى .
وقال الشيخ المهاجر في فقرة أخرى :
إن من يتعامل مع أهل البيت ( عليم السلام ) على أنهم أموات عليه أن يعيد النظر
والتأمل في دينه وعقائده وإيمانه وأضاف قائلاً :
لا يخفى إن ما إنطلقت به بعض المذاهب القشرية التي لا تمت الى الإسلام بصلة من
تحريم زيارة القبور ومنع إقامة أضرحتها بحجج واهية وهرطقات تنم عن حقد ولؤم وحسد هو
محض جهل ومرض وإفتراء وكذب .
وقال ( دام عزه ) :
أوجه الدعوة بإسم مئات الملايين من عشاق أهل البيت ( عليهم السلام ) الى المسؤولين
في السعودية والجزيرة الى الإهتمام ببناء القبور المهدمة لائمة المسلمين : الحسن
الزكي وزين العابدين والباقر والصادق ( عليهم السلام ) وليقرأوا القرآن والتفاسير
وليراجعوا كتب الحديث كالبخاري والترمذي وغيرهما ليجدوا العجب في إن ما أدعوا به
أئمة المذاهب القشرية من تحريم زيارة القبورواعمارها لا ينم إلا عن إنحراف أصحابها
وحقدهم الدفين على أهل البيت ( عليهم السلام ) .
ودعا الشيخ المهاجر الكتّاب والباحثين وعامة الناس الى ترك المجاملات والمهادنات
على حساب حجب فضائل وكرامات ومعاجز أهل البيت ( عليهم السلام ) والزهراء ( عليها
السلام ) على وجه الخصوص بحجة الدفاع عن الاسلام .
وقال ( دام عزه ) :
إن زمن المجاملات والمهادنات قد ولّى حيث لم نحصد من المجاملات والمساومات إلا الذل
والهوان ، فلا يظن أحد أن الذي ينزع القدسية عن الزهراء ( عليها السلام ) أنه
سيحافظ على إيمانه . ثم تساءل ( دام عزه ) مستهجنا ً :
يا إخوة يا أخوات :
لماذا هذا الإنكماش الذي نراه يدب في صفوف الناس ؟ ولماذا هذا الإنهزام ؟ هل في هذا
إحترام الإسلام ؟ أم انه في الحقيقة ضرب للإسلام وتآمر عليه ؟
وأضاف قائلاً :
لا تعجبوا فتقولوا كيف للأئمة ( عليهم السلام ) كل هذه المعاجز والكرامات؟ وكيف
نستدل عليها ؟ إذ إن عيسى ( عليه السلام ) أعطاه الله حرفين من إسم الله الأعظم ،
وأعطى لإبراهيم ( عليه السلام ) أربعة أحرف ، بينما أعطى لنبي الإسلام والبشرية
جمعاء محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) إثنان وسبعين حرفا من إسمه الأعظم ، وإن
هذه الأحرف المقدسة هي عند علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي زين العابدين ومحمد
الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن
العسكري والحجة المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وقال سماحته :
لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) تطحن القمح لإمراة عجوز هي جارة لها ، كما كانت
تقضي الليل كله تدعو فيه لجيرانها وشيعتها وفي هذا المنهج الفاطمي دروس وعبر لنا
نحن أتباع ومحبو فاطمة الزهراء بأن نهتم بجيراننا وكل من يتبع أهل البيت ( عليهم
السلام ) ونحفظ أعراضهم وغيبتهم وأموالهم .
وأضاف سماحته ( دامت بركاته ) :
إن للزهراء ( عليها السلام ) كرامات عجيبة وكرامات عظيمة ، فقد أحصى أحد العلماء
أسماء الزهراء فوجدها أربع مائة إسما" وكل إسم منها قيم ومبادئ وأخلاق ، فعلينا أن
ندرس أئمتنا بعقولنا وقلوبنا وأخلاقنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا وفي كل أقوالنا
وأفعالنا لنكون حقا من أتباع الزهراء ( عليها السلام ) عسى الله أن يرزقنا رضاها
الذي هو رضا رسول الله ورضا الله تعالى ، وأن يمن علينا بشفاعتها يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . |