الملك فهد يدعو الى مواجهة (فتنة التكفير) في السعودية |
دعا العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز السبت العلماء والفقهاء المسلمين المشاركين في اجتماع المجمع الفقهي برابطة العالم الاسلامي الى مواجهة "الفتاوى الفردية الشاذة" و"فتنة التكفير" وتوضيح الرؤى حول عدد من المفاهيم لقطع الطريق على "اعداء الدين الاسلامي". بعدما اسائت هذه الفتاوى الى المسلمين تهمة اياهم بالتكفير بمختلف انتماءاتهم المذهبية . وقال الملك فهد في كلمة وجهها الى الملتقى في افتتاح اعماله بمكة المكرمة "ان متغيرات العصر واجهت الامة بحملة شرسة على اسلامها وعلى اخلاقها وعلى ثقافتها وعلى علمائها ونسبت الى الاسلام ما ليس فيه مستغلة انحراف المغالين من شباب الامة فكالت التهم للاسلام وتطاولت على القران ومست بشخص نبينا مظهرة عداءها للدين الاسلامي ". وبعد ان اشار الى ان "من اخطر التحديات الداخلية اضطراب الرؤى بسبب الجهل، اوضح ان "هذا التحدي يمثل منعطفا تاريخيا في حياة الامة و تسلل الخلل الى تصورات البعض حول احكام الشريعة الاسلامية وهذا يحدث اضطرابا في فهم النصوص". وبين ان "الامر الجلل الذي يتصل بهذا الشأن هو نشوء مشكلة الفتاوى الفردية فيما يتعلق بمصالح الامة كلها والغلو في الدين وهذا امر في غاية الخطورة لما قد يسببه من اخطاء بالغة في الاعتقاد ومخاطر جمة في السلوك والتعامل مع الناس وشق صف المسلمين وتكفيرهم واستباحة دمائهم". واكد انه "ليس اخطر على جسد الامة الواحدة من فتنة التكفير" مشيرا الى استغلال "منظمات الارهاب جهل بعض شباب الامة باحكام الدين الصحيح فاوقعتهم في شباكها وسخرتهم لقتل النفوس المحرمة". ودعا المشاركين في الملتقى الى تصحيح الخلل في مناهج التفكير التي ظهرت لدى بعض المسلمين والتصدي للفتاوي الفردية الشاذة بالحجة الشرعية وتعريف الغلو وانواعه ومعالجة فتنة التكفير وتحديد المصطلحات الشرعية التي تثار بشكل خاطىء بسبب الجهل. واشار في هذا الصدد بشكل خاص الى مصطلحات جماعة المسلمين والطائفة المنصورة ودار الاسلام ودار الحرب والولاء والبراء والجهاد والحوار داعيا الى اعلان تصدره دورتكم يكون مرجعا لشباب الامة. وشهدت السعودية في الاشهر الاخيرة موجة اعتداءات نفذها متشددون يشتبه بعلاقتهم بالقاعدة تواكبت مع فتاوى لبعض المشايخ تحث على الجهاد. وتلاحق السلطات السعودية منذ عدة اشهر متطرفين وقامت بمئات الاعتقالات في مواجهات بعضها كانت دامية بين مشتبه بهم وقوات الامن. وجدير بالذكر ان الافكار المتطرفة عند اتباع التكفير والوهابية لم تكن بالفترة القريبة وانما منذ فترة طويلة وهم يكفرون اتباع المذهب الامامي الاثني عشري من دون تدخل من الدولة السعودية ولكن الان بعد استفحال الوضع السلبي من تفجيرات وعمليات ارهابية تبدل منهج الخطاب ، ولو لم يفسح المجال من اول الامر لما انتهى الامر الى مرحلة الخطر . |