الإمام زين العابدين (ع) *

الإمام زين العابدين (ع) في سطور

الاسم: علي (ع) .

الأب: الإمام الحسين (ع) .

الأم: شاه زنان(1) بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، وقيل: إن اسمها (شهربانو)(2).

الكنية: أبو محمد، والخاص: أبو الحسن، ويقال: أبو القاسم(3).

الألقاب: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، السجاد، ذو الثفنات(4).

بعض الأوصاف: أسمر دقيق.

نقش الخاتم: وما توفيقي إلا بالله(5).

مكان الولادة: المدينة المنورة.

زمان الولادة: يوم الخميس 15 جمادى الآخرة، وقيل: يوم الخميس لتسع خلون من شعبان، سنة 38 للهجرة، قبل وفاة أمير المؤمنين (ع) بسنتين. وقيل: سنة 37، وقيل: سنة 36، فبقي مع جده أمير المؤمنين (ع) أربع سنين ومع عمه الحسن (ع) عشر سنين ومع أبيه عشر سنين. وقيل: مع جده سنتين ومع عمه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه ثلاث عشر سنة(6).

مدة العمر: 57 عاماً.

زمان الشهادة: 25/ محرم/ 95 هـ، وقيل: سنة 94 هـ(7).

مكان الشهادة: المدينة المنورة.

القاتل: هشام بن عبد الملك حيث سمّه بأمر الوليد بن عبد الملك(8).

المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة مع عمه الإمام الحسن (ع) (9)، حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون هذه البقاع الطاهرة.

 

الأخلاق الكريمة

وقف على الإمام علي بن الحسين (ع) رجل فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: «قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه».

فقالوا له: نفعل ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول.

قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)(10)، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً، فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: «قولوا له هذا علي بن الحسين».

قال: فخرج إلينا متوثباً للشر وهو لا يشك أنه إنما جاءه مكافئاً له على بعض ما كان منه.

فقال له علي بن الحسين (ع) : «يا أخي إنك كنت قد وقفت عليّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما فيَّ فاستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيَّ فغفر الله لك».فقبّل الرجل بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به(11).

وورد أيضاً أنه قد انتهى الإمام (ع) ذات يوم إلى قوم يغتابونه، فوقف عليهم فقال: «إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم»(12).

 

عفو وموعظة

عن الإمام الصادق (ع) قال: «كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه، فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه، يعني علي بن الحسين (ع) .

قال: فمرّ علي (ع) وخلفه موليان له، فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته ثم مضى، فلم يلتفت إليه علي (ع) ، فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟

فقالوا له: هذا رجل بطّال يضحك أهل المدينة.

فقال: قولوا له: إن لله يوماً يخسر فيه المبطلون»(13).

 

خدمة الرفقة

عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «كان علي بن الحسين (ع) لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون من هذا؟

قالوا: لا.

قال: هذا علي بن الحسين (ع) .

فوثبوا فقبلوا يده ورجله وقالوا: يا بن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم، لو بدرت منا إليك يد أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر الدهر، فما الذي يحملك على هذا؟

فقال: إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله (ع)
ما لا أستحق، فإني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب إليّ»(14).

 

مع الفقراء

روي: أن الإمام زين العابدين (ع) كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي باباً باباً، فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه.

فلما توفي (ع) فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين (ع) .

ولما وُضع (ع) على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين»(15).

وعن الإمام الباقر (ع) انه قال: «لقد كان علي بن الحسين (ع) يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان لهم منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاماً حتى يبدأ فيتصدق بمثله»(16).

 

الرفق بالحيوان

قال الإمام الباقر (ع) : «لقد حج الإمام زين العابدين (ع) على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع»(17).

 

في عبادته (ع)

أفلا أكون عبداً شكورا

أتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب (ع) إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله (ع) ، إن لنا عليكم حقوقاً، ومن حقنا عليكم إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين (ع) بقية أبيه الحسين (ع) قد انخرم أنفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه، أذاب نفسه في العبادة.

فأتى جابر إلى بابه واستأذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه، قد أنصبته العبادة، فنهض علي (ع) فسأله عن حاله سؤالاً خفياً، أجلسه بجنبه.

ثم أقبل جابر يقول: يا بن رسول الله، أما علمت أن الله خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟

فقال له علي بن الحسين (ع) : «يا صاحب رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله (ع) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبّد هو بأبي وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً!».

فلما نظر إليه جابر وليس يغني فيه قول، قال: يا بن رسول الله، البقيا على نفسك، فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء، وتستكشف اللأواء، وبهم تستمسك السماء.

فقال: «يا جابر، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسياً بهما حتى ألقاهما».

فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: ما رئي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين (ع) إلا يوسف بن يعقوب (ع) ، والله، لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف(18).

من يقوى على عبادة علي (ع)

روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «لقد دخل ابنه أبو جعفر (ع) عليه ـ أي على الإمام السجاد (ع) ـ فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر (ع) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر، فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي وقال:

يا بنيّ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (ع) فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجراً وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (ع) »(19).

خوفاً من الله.

وعن أبي عبد الله الصادق (ع) : «كان علي بن الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً»(20).

 

ألف ركعة

عن الإمام الباقر (ع) : «كان علي بن الحسين (ع) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة...

وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لونا آخر.

وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل.

كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله.

وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبداً»(21).

 

سيد الساجدين

عن الإمام الباقر (ع) : «إن أبي علي بن الحسين (ع) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد.

ولا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود إلا سجد.

ولا دفع الله تعالى عنه سوءً يخشاه أو كيد كايد إلا سجد.

ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد.

ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد.

وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك»(22).

 

أين زين العابدين؟

عن الإمام الصادق (ع) قال: «قال رسول الله (ع) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب € يخطر بين الصفوف»(23).

 

ذو الثفنات

عن الإمام الباقر (ع) انه قال: «لقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده؛ لكثرة صلاته وكان يجمعها فلما مات دفنت معه»(24).

وقال الإمام محمد بن علي الباقر (ع) : «كان لأبي (ع) في موضع سجوده آثار ناتية، وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك»(25).

 

بين يدي الله عزوجل

عن الإمام الباقر (ع) : «لقد صلى ـ علي بن الحسين (ع) ـ ذات يوم، فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك؟

فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا تقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه.

فقال الرجل: هلكنا.

فقال: كلا إن الله عز وجل متمم ذلك بالنوافل»(26).

 

سيد الزاهدين

عن أبي جعفر (ع) قال: «ولقد سألت عنه ـ الإمام السجاد (ع) ـ مولاة له، فقالت: أطنب أو اختصر؟

فقيل: بل اختصري.

فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً، ولا فرشت له فراشاً ليلاً قط»(27).

 

بين السجاد والخليل (ع)

عن الإمام الباقر (ع) قال: «قال علي بن الحسين (ع) مرضت مرضاً شديداً فقال لي أبي (ع) : ما تشتهي؟

فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي سوى ما يدبره لي.

فقال لي: أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل (ع) حيث قال له جبرئيل (ع) : هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي بل حسبي الله ونعم الوكيل»(28).

 

في صحراء عرفات

عن الإمام الباقر (ع) قال: «نظر علي بن الحسين (ع) يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم؟!، إنه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً»(29).

 

الحب في الله

قال له رجل: إني لأحبك في الله حباً شديداً، فنكس (ع) رأسه ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض» ثم قال له: «أحبك للذي تحبني فيه»(30).

 

مدرسة الدعاء

إن الإمام زين العابدين (ع) كان حاضراً في يوم عاشوراء، وقد شاء الله عزوجل أن تحفظ ذرية رسوله (ع) وأن لا تخلو الأرض من الحجة، فأصيب الإمام (ع) بمرض شديد لا يقوى على الحركة والقيام، فلم يتمكن من الدفاع عن أبيه الإمام الحسين (ع) والشهادة في سبيله، إلا أنه كان السر في إحياء واقعة عاشوراء وعدم طمسها.

فقد بدأ الإمام (ع) بعد واقعة عاشوراء بتوعية الأمة، وفضح بني أمية، وذلك عبر مدرسة الدعاء والبكاء.

فالصحيفة السجادية تشتمل على عشرات الأدعية المأثورة عن الإمام علي ابن الحسين (ع) في مختلف المجالات، وهي مدرسة متكاملة توجب وعي الأمة وسوقها إلى الإيمان والفضيلة والتقوى.

 

البكاء ثورة

أما البكاء، فهو سلاح المظلوم، وقد كان بكاء الإمام زين العابدين (ع) ثورة في وجه الطغاة، حيث كان الإمام (ع) يبكي وبشدة على ظلامة أبيه الحسين (ع) في كل موقف وعند كل مناسبة وأمام جميع الناس وكان يذكّرهم بأن أباه الحسين (ع) قتل عطشاناً مظلوما.

قال الإمام الباقر (ع) : «ولقد كان (ع) بكى على أبيه الحسين (ع) عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: يا ابن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟

فقال له: ويحك، إن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشرة ابناً، فغيب الله عنه واحداً منه، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟»(31).

 

كيف لا أبكي

وكان (ع) إذا أخذ إناء ليشرب الماء ـ تذكر عطش أبيه الحسين (ع) ومن معه ـ فيبكي حتى يملأها دمعاً.

فقيل له في ذلك.

فقال: «وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش»(32).

 

ثواب البكاء

وكان الإمام (ع) يحث الناس على البكاء على أبيه الحسين (ع) ويبين لهم ثواب ذلك.

قال الإمام الباقر (ع) : «كان علي بن الحسين (ع) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى في الجنة غرفا يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خديه من مضاضة أو أذى فينا صرف الله من وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار»(33).

 

تربية المجتمع

وكان الإمام علي بن الحسين (ع) يقوم بشراء العبيد والإماء، ثم كان يربيهم تربية إسلامية حسنة ويثقفهم بالمعارف الدينية والأحكام الشرعية، ويعلّمهم أخلاق رسول الله (ع) وتفسير القرآن، ثم يعتقهم في سبيل الله عزوجل،فكانوا نواة الخير في المجتمع آنذاك والناس يرجعون إليهم في معرفة أحكام الدين والقرآن.

 

من كراماته (ع)

حجر أسود

عن أبي الخير علي بن يزيد أنه قال: كنت مع علي بن الحسين (ع) عندما انصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه، أتوارى عنهم إذا نزلوا وأبعد عنهم إذا رحلوا، فلما نزلوا المدينة بعثوا إليّ بشيء من الحلي، فلم آخذه وقلت: فعلت هذا لله ولرسوله..

فأخذ علي بن الحسين (ع) حجراً أسود صماً فطبعه بخاتمه وقال: «خذه واقض كل حاجة لك منه».

قال: فوالله الذي بعث محمداً بالحق لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي، وأضعه على الأقفال فتفتح لي، وآخذه بيدي وأقف بين أيدي الملوك فلا أرى إلا ما أحب(34).

 

هذا ابن فاطمة

روي: أنه حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام ـ استلام
الحجر ـ من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين (ع) وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له.

فقال شامي: من هذا يا أمير؟

فقال: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام.

فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه.

فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟

فأنشأ:

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم***عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته***والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم

‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم***هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏

هــــذا الـــذي أحمد المختار والده***صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم

‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه***لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏

هــــذا عــــلي رســــول الله والده***أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏

هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفر***والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم‏

هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة***وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏

إذا رأتــــه قــــريش قــــال قائلها***إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي الكرم‏

يكــــاد يمســــكه عـــرفان راحته***ركــــن الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم‏

وليــــس قـــولك من هذا بضائره***العرب تعــــرف مـــن أنكرت والعجم‏

ينمي إلى ذروة العز التي قصرت***عــــن نيلها عــــرب الإسلام والعجم

يغـضي حياء ويُغضى من مهابته***فمــا يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم‏

ينجاب نور الدجى عن نور غرته***كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏

بكــــفه خــــيزران ريحــــه عــبق***مــــن كــــف أروع في عرنينه شمم‏

مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهده***لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم‏

مشتــــقة مــــن رســول الله نبعته***طــــابت عــــناصره والخــيم والشيم‏

حــــمال أثــــقال أقـــوام إذا فدحوا***حــــلو الشمــــائل تحــــلو عـنده نعم‏

إن قــــال قـــال بما يهوى جميعهم***وإن تكــــلم يــــوما زانــــه الــــكـلم‏

هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله***بجــــده أنبــــياء الله قــــد خــــتــموا

الله فضــــله قــــدما وشــــرفــــــه***جــــرى بــــذاك لــــه في لوحه القلم

‏مــــن جــــده دان فضل الأنبياء له***وفــــضل أمــــتــه دانــــت لهـا الأمم‏

عــــم البــرية بالإحسان وانقشعت***عــــنها العــــماية والإملاق والظلم‏

كلتــــا يديــــه غــــياث عـم نفعهما***يستوكفــــان ولا يعــــروهما عــــدم

‏سهــــل الخليـــقة لا تخشى بوادره***يزينــــه خصــــلتان الحــــلم والكرم

‏لا يخــــلف الوعــــد ميـمونا نقيبته***رحــــب الفــــناء أريـــب حين يعترم

من معــــشر حبهم دين وبغـــضهم***كفر وقــــربهم منجــــى ومعــــتصــم‏

يستدفــــع الســوء والبلوى بحبهم***ويستزاد بــــه الإحــــسان والنعـــــم

‏مقــــدم بعــــد ذكــــر الله ذكــــرهم***في كــــل فــــرض ومختــوم به الكلم‏

إن عــــد أهــل التقى كانوا أئمتهم***أو قيـل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستــــطيع جــــواد بعـــد غايتهم***ولا يــــدانيهم قــــوم وإن كــــرمـــوا

هــــم الغــــيوث إذا ما أزمة أزمت***والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم

يأبــــى لهـــم أن يحل الذم ساحتهم***‏خــــيم كــــريم وأيــــد بالنــدى هضم‏

لا يقـــبض العسر بسطا من أكفهم***سيــــان ذلك إن أثـــروا وإن عدموا

إن القبائل ليســــت فــــي رقـــابهم***لأوليــــة هــــذا أو لــــه نــــعــــــــم

من يعــــرف الله يعــــرف أوليـة ذا***‏فالدين مــــن بــــيت هـذا ناله الأمم

بــــيوتهم فـــي قريش يستضاء بها***فـي النائبات وعند الحكم إن حكموا

فجــــده مــــن قـــريش في أرومتها***محــــمد وعــــلــــي بعــــده عــــلـم

‏بــــدر لــــه شاهد والشعب من أحد***والخندقــــان ويـوم الفتح قد علموا

وخيــــبر وحنــــين يشــــهدان لــــه***وفي قريظــــة يــــوم صيــــلم قـــتم

‏مواطــــن قــــد عــــلت في كل نائبة***عـــلى الصحابة لم أكتم كما كتموا

فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟!

قال: هات جداً كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.

فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين (ع) فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: «أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به».

فردها وقال: يا ابن رسول الله، ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئا.

فردها إليه وقال: «بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها»(35).

فأين ربك؟

خرج علي بن الحسين (ع) إلى مكة حاجاً حتى انتهى إلى بين مكة والمدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق، فقال لعلي بن الحسين (ع) : أنزل.

قال (ع) : «تريد ماذا؟».

قال: أريد أن أقتلك وآخذ ما معك.

قال (ع) : «فأنا أقاسمك ما معي وأحللك».

قال: فقال اللص: لا.

قال: «فدع معي ما أتبلّغ به».

فأبى.

قال: «فأين ربك؟».

قال: نائم!.

قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه فأخذ هذا برأسه وهذا برجليه.

قال: «زعمت إن ربك عنك نائم»(36).

 

حينما تشكو الظبية

روي: بينا علي بن الحسين (ع) كان جالساً مع أصحابه إذ أقبلت ظبية من الصحراء حتى قامت بحذاه وضربت بذنبها وحمحمت، فقال بعض القوم: يا ابن رسول الله، ما تقول هذه الظبية؟

قال: «تزعم أن فلان بن فلان القرشي أخذ خشفها بالأمس وإنها لم ترضعه منذ أمس شيئاً»، فوقع في قلب رجل من القوم شيء.

فأرسل علي بن الحسين (ع) إلى القرشي فأتاه، فقال له: «ما لهذه الظبية تشكوك؟».

قال: وما تقول؟

قال: «تقول: إنك أخذت خشفها بالأمس في وقت كذا وكذا، وإنها لم ترضعه شيئاً منذ أخذته، وسألتني أن أبعث إليك فأسألك أن تبعث به إليها لترضعه وترده إليك».

فقال الرجل: والذي بعث محمداً (ع) بالحق لقد صدقت عليّ.

قال: فأرسل إلى الخشف فجيء به.

قال: فلما جاء به أرسله إليها، فما رأته حمحمت وضربت بذنبها ثم رضع منها..

فقال علي بن الحسين (ع) للرجل: «بحقي عليك إلا وهبته لي».

فوهبه له.

ووهبه علي بن الحسين (ع) لها، وكلمها بكلامها.

فحمحمت وضربت بذنبها وانطلقت وانطلق الخشف معها.

فقالوا: يا ابن رسول الله ما الذي قالت؟

قال: «دعت لكم وجزتكم خيراً»(37).

 

شهادته (ع) وسبب ذلك

كانت شهادة الإمام زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) في يوم 25 من شهر محرم الحرام عام 94 للهجرة (38).

وقيل: كانت يوم السبت لأحد عشر ليلة بقيت من المحرم أو لاثنتي عشرة سنة خمسة وتسعين للهجرة، وله يومئذ (57 سنة) وقيل: (59 سنة) وقيل: (54 سنة)(39).

وقد سمّه وليد بن عبد الملك، فقضى نحبه مسموماً شهيداً، ودفن في البقيع الغرقد(40) حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون تلك المزارات الطاهرة.

 

الوصية

روي عن الإمام الباقر (ع) قال: «لما حضرت علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (ع) حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به، قال: يا بنيّ إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله»(41).

وعن الإمام الرضا (ع) قال: «لما حضر علي بن الحسين (ع) الوفاة، أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الأخيرة: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين)(42) ثم توفي (ع) »(43).

 

درر من كلماته (ع)

الدنيا قنطرة

قال الإمام زين العابدين (ع) يوماً لأصحابه: «إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم (ع) للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قراراً»(44).

 

أحبكم إلى الله

عن أبي حمزة الثمالي قال: إن علي بن الحسين (ع) كان يقول لأصحابه: «إن أحبكم إلى الله عزوجل أحسنكم عملاً.

وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة.

وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله.

وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً.

وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله.

وإن أكرمكم عند الله جل وعز أتقاكم لله تعالى»(45).

 

الموت عند المؤمن والكافر

قيل له (ع) : ما الموت؟

قال (ع) : «للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطأ المراكب وآنس المنازل، والكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب»(46).

فلان وفلان؟

وقال (ع) : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من جحد إماماً من الله، أو ادعى إماماً من غير الله، أو زعم أن لفلان وفلان نصيباً في الإسلام»(47).

كل الخير

وقال (ع) : «فقد رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس، ومن لم يرج الناس في شيء وردّ أمره في جميع أموره إلى الله تعالى استجاب الله له في كل شيء»(48).

 

حقوق الأخوان

وقال (ع) : «يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان»(49).

 

الصبر

وقال (ع) في جملة وصاياه (ع) لابنه: «يا بني اصبر على النوائب، ولاتتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له»(50).

 

بين الدنيا والآخرة

وقال (ع) : «إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.

ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة.

ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطاً والتراب فراشاً والماء طيباً وقرضوا من الدنيا تقريضاً.

ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب.

ألا إن لله عباداً كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وكمن رأى أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياماً قليلة، فصاروا بعقبى راحةٍ طويلة، أما الليل فصافّون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، وهم يجأرون إلى ربهم، يسعون في فكاك رقابهم، وأما النهار فحكماء علماء، بررة أتقياء، كأنهم القداح، قد براهم الخوف من العبادة، ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى، وما بالقوم من مرض، أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار وما فيها»(51).

 

لا تصحبن خمسة

عن الإمام محمد الباقر (ع) قال: «أوصاني أبي، فقال: يا بني، لاتصحبنّ خمسة، ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق.

فقلت: جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة؟

قال: لا تصحبن فاسقاً، فإنه يبيعك بأكلة فما دونها.

فقلت: يا أبة وما دونها؟

قال: يطمع فيها ثم لا ينالها.

قال: قلت: يا أبة ومن الثاني؟

قال: لا تصحبن البخيل، فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه.

فقلت: ومن الثالث؟

قال: لا تصحبنّ كذاباً، فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد.

قال: فقلت: ومن الرابع؟

قال: لا تصحبنّ أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك.

قال: قلت: يا أبة من الخامس؟

قال: لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع»(52).

 

أربع أعين

وقال (ع) : «ألا إن للعبد أربع أعين، عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه»(53).

 

احذر الأحمق

وقال (ع) : «كَف الأذى رفض البذاء، واستعن على الكلام بالسكوت فإن للقول حالات تضر، فاحذر الأحمق»(54).

 

الصدق والوفاء

وقال (ع) : «خير مفاتيح الأمور الصدق، وخير خواتيمها الوفاء»(55).

 

مسكين ابن آدم

جاء رجل إلى علي بن الحسين (ع) يشكو إليه حاله، فقال (ع) : «مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وأمر الدنيا، فأما المصيبة الأولى: فاليوم الذي ينقص من عمره.

قال: وإن ناله نقصان في ماله اغتم به، والدرهم يخلف عنه والعمر لا يرده شيء.

والثانية: أنه يستوفي رزقه فإن كان حلالا حوسب عليه، وإن كان حراما عوقب عليه،

قال: والثالثة أعظم من ذلك».

قيل: وما هي؟

قال: «ما من يوم يمسي إلا وقد دنا من الآخرة مرحلة لا يدري على الجنة أم على النار»(56).

 

أكبر ما يكون ابن آدم

وقال (ع) : «أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يلد من أمه».

قالت الحكماء: ما سبقه إلى هذا أحد(57).

 

ثلاث خصال

وقال (ع) : «لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله (ع) ، وسعة رحمة الله» (58).

 

الخوف والحياء

وقال (ع) : «خف الله تعالى لقدرته عليك واستحي منه لقربه منك» (59).

 

لا للعداوة

وقال (ع) : «لا تعادين أحدا وإن ظننت أنه لا يضرك، ولا تزهدن في صداقة أحد وإن ظننت أنه لا ينفعك؛ فإنه لا تدري متى تخاف عدوك ومتى ترجو صديقك، وإذا صليت فصل صلاة مودع» (60).

 

الشرف في التواضع

وقال (ع) : «لا تمتنع من ترك القبيح وإن كنت قد عرفت به، ولا تزهد في مراجعة الجميل وإن كنت قد شهرت بخلافه، وإياك والرضا بالذنب فإنه أعظم من ركوبه، والشرف في التواضع والغنى في القناعة»(61) .

 

* هذا المقطع هو الفصل السادس من كتاب (نبذة عن حياة المعصومين) للمؤلفة والدة السيد محمد حسين الشيرازي، أخذناه من موقع 14 معصوم.

(1) بمعنى: ملكة النساء.

(2) الإرشاد: ج2 ص137 باب ذكر الإمام الحسين بن علي (ع) .

(3) المناقب: ج4 ص175 فصل في أحواله وتاريخه (ع) .

(4) ومن ألقابه أيضاً: زين الصالحين، وارث علم النبيين، وصي الوصيين، خازن وصايا المرسلين، إمام المؤمنين، منار القانتين والخاشعين، المتهجد، الزاهد، العابد، العدل، البكّاء، إمام الأمة، أبو الأئمة. انظر المناقب: ج4 ص175 فصل في أحواله وتاريخه (ع) .

(5) بحار الأنوار: ج46 ص14 ب1 ح29.

(6) المناقب: ج4 ص175 فصل في أحواله وتاريخه (ع) .

(7) بحار الأنوار: ج46 ص152 ب10 ح14.

(8) المناقب: ج4 ص176 فصل في أحواله وتاريخه (ع) .

(9) المناقب: ج4 ص176 فصل في أحواله وتاريخه.

(10) سورة آل عمران: 134.

(11) الإرشاد: ج2 ص145-146 باب ذكر طرف من الأخبار لعلي بن الحسين (ع) .

(12) الخصال: ج2 ص518 ح4 ذكر 23 خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين (ع) .

(13) أمالي الشيخ الصدوق: ص220-221 المجلس 39 ح6.

(14) عيون أخبار الرضا (ع) : ج2 ص145 ب40 ح13.

(15) علل الشرائع: ج1 ص231-232 ب165 ح8.

(16) وسائل الشيعة: ج9 ص398 ب13 ح12325.

(17) الخصال: ج2 ص518 ح4 ذكر 23 خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين (ع) .

(18) المناقب: ج4 ص148-149 فصل في زهده (ع) .

(19) كشف الغمة: ج2 ص85 ذكر الإمام الرابع علي بن الحسين (ع) .

(20) الكافي: ج3 ص300 باب الخشوع في الصلاة وكراهية العبث ح5.

(21) الخصال: ج2 ص517 ح4 ذكر 23خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين (ع) .

(22) علل الشرائع: ج1 ص232-233 ب166 ح1.

(23) أمالي الشيخ الصدوق: ص331 المجلس 53 ح12.

(24) وسائل الشيعة: ج11 ص542 ب51 ح15489.

(25) علل الشرائع: ج1 ص233 ب167 ح1.

(26) بحار الأنوار: ج46 ص61-62 ب5 ح19.

(27) المناقب: ج4 ص155 فصل في زهده (ع) .

(28) دعوات الراوندي: ص168 ب3 ح468.

(29) مستدرك الوسائل: ج10 ص35 ب20 ح11391.

(30) تحف العقول: ص282 ما روي منه (ع) في قصار المعاني.

(31) الخصال: ج2 ص518-519 ح4 ذكر23 خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين (ع) .

(32) بحار الأنوار: ج46 ص109 ب6 ضمن ح1.

(33) ثواب الأعمال: ص83، ثواب من بكى لقتل الحسين (ع) ...

(34) دلائل الإمامة: ص85-86 ذكر شيء من معجزاته (ع) .

(35) بحار الأنوار: ج46 ص124-127 ب8 ح17.

(36) المناقب: ج4 ص140 فصل في معجزاته (ع) .

(37) كشف الغمة: ج2 ص109-110 باب ذكر الإمام الرابع أبي الحسن علي بن الحسين (ع) .

(38) مصباح المتهجد: ص787 المحرم.

(39) انظر الكافي: ج1 ص468 باب مولد علي بن الحسين (ع) ح6. والمناقب: ج4 ص175 فصل في أحواله وتاريخه (ع) . وراجع بحار الأنوار: ج46 ص152 ب10 ح14.

(40) المناقب: ج4 ص176 فصل في أحواله وتاريخه (ع) .

(41) أمالي الشيخ الصدوق: ص182 المجلس 34 ح10.

(42) سورة الزمر: 74.

(43) تفسير القمي: ج2 ص254 تفسير سورة الزمر.

(44) أمالي الشيخ المفيد: ص43 المجلس 6 ح1.

(45) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص46-47.

(46) معاني الأخبار: ص289 باب معنى الموت ح4.

(47) تفسير العياشي: ج1 ص178 ح65 من سورة آل عمران.

(48) مشكاة الأنوار: ص126 ب3 الفصل 6 في الغنى والفقر.

(49) تفسير الإمام العسكري (ع) : ص321 ح166 في وجوب الاهتمام بالتقية.

(50) المناقب: ج4 ص165 فصل في كرمه وصبره وبكائه (ع) .

(51) الكافي: ج2 ص131-132 باب ذم الدنيا والزهد فيها ح15.

(52) كشف الغمة: ج2 ص81-82 ذكر الإمام الرابع (ع) ...

(53) الخصال: ج1 ص240 باب الأربعة باب للعبد أربع أعين ح90.

(54) بحار الأنوار: ج75 ص161 ب21 ضمن ح22.

(55) أعلام الدين: ص300 من كلام علي بن الحسين (ع) .

(56) بحار الأنوار: ج75 ص160 ب21 ح21.

(57) الاختصاص: ص342 بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه.

(58) أعلام الدين: ص 299 من كلام علي بن الحسين (ع) .

(59) بحار الأنوار: ج68 ص336 ب81 ح22. والبحار: ج75 ص160 ب21 ضمن ح22.

(60) بحار الأنوار: ج75 ص160 ب21 ضمن ح22.

(61) أعلام الدين: ص299 من كلام علي بن الحسين (ع) .

 

الصفحة الرئيسية

للأعلى