| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإمام الحسن (ع) في سطور الاسم: الحسن (ع) . الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) . الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) . الكنية: أبو محمد وأبو القاسم(1). الألقاب: السيد، السبط، الأمير، الحجة، البر، التقي، الأثير، السبط الأول، الزكي، المجتبى، الزاهد، و...(2). بعض أوصافه (ع) : كان أبيض مشربا بحمرة، أدعج العينين(3)، سهل الخدين، دقيق المسربة(4)، كث اللحية، ذا وفرة، كأن عنقه إبريق فضة، عظيم الكراديس(5)، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخضب بالسواد، وكان جعد الشعر حسن البدن(6). تاريخ الولادة: ليلة الثلاثاء، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة(7). مكان الولادة: المدينة المنورة. مدة العمر: 47 عاماً. تاريخ الشهادة: 7 صفر، عام 50 للهجرة، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة سبع وأربعين للهجرة(8). مكان الشهادة: المدينة المنورة. القاتل: جعدة بنت الأشعث بن قيس، وقيل: جون بنت الأشعث(9)، بأمر من معاوية. وسيلة القتل: السم الذي أرسله معاوية بعد أن كان قد ضمن لجعدة مبلغ مائة ألف درهم وأن يزوجها يزيد ابنه(10). المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة. نقش خاتمه: العزة لله(11). التسمية المباركة عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال: «لما ولدت فاطمة (ع) الحسن (ع) قالت لعلي (ع) : سمه. فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله (ص) . فجاء رسول الله (ص) ... ثم قال لعلي (ع) : هل سميته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه. فقال (ص) : وما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل. فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل: أنه قد ولد لمحمد ابن، فاهبط، فاقرأه السلام وهنّه وقل له: إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون. فهبط جبرئيل (ع) فهنأه من الله تعالى ثم قال: إن الله جل جلاله يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون. قال (ص) : وما كان اسمه؟ قال: شبر. قال: لساني عربي. قال: سمه الحسن، فسماه الحسن»(12). وعن عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا: (الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا)(13). الرسول (ص) يذكر فضائله (ص) عن البراء بن عازب قال: رأيت النبي (ص) والحسن (ع) على عاتقه وهو يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه»(14). وعن عائشة: أن النبي (ص) كان يأخذ حسناً فيضمه إليه ثم يقول: «اللهم، إن هذا ابني وأنا أحبه فأحبه وأحب من يحبه»(15). وقال رسول الله (ص) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»(16). وعن أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) قال: رأيت رسول الله (ص) يقبل الحسن والحسين (ع) وهو يقول: «من أحب الحسن والحسين وذريتهما مخلصاً، لم تلفح النار وجهه ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج، إلا أن يكون ذنبه ذنباً يخرجه من الإيمان»(17). وعن النبي (ص) قال: «من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني»(18). وعن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله (ص) في جبل ـ إلى قوله ـ إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار، فنظر إليه رسول الله (ص) ـ إلى قوله ـ فقال (ع) : «إن جبرئيل يهديه وميكائل يسدده وهو ولدي والطاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي، هذا سبطي وقرة عيني، بأبي هو» وقام رسول الله (ص) وقمنا معه وهو يقول له: «أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي»، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله فنظر إلى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال (ص) : «إنه سيكون بعدي هادياً مهدياً، هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرِّف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك، وبرَّني فيه وأكرمني فيه»(19). وروي عن أبي هريرة أنه قال: (رأيت النبي (ص) يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة)(20). وعن عبد الله بن شيبة عن أبيه أنه: دعي النبي (ص) إلى صلاة والحسن متعلق به فوضعه النبي (ص) مقابل جنبه وصلى، فلما سجد أطال السجود، فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول الله (ص) فلما سلم قال له القوم: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها كأنما يوحى إليك؟ فقال (ص) : «لم يوح إليّ ولكن ابني كان على كتفي فكرهت أن اعجله حتى نزل» وفي رواية: «إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته»(21). وقال رسول الله (ص) : «إن الحسن والحسين شنفا العرش، وإن الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال الله لها: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين؟ قال: فماست كما تميس العروس فرحاً»(22). وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «حدثني
أبي عن أبيه (ع) : إن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان أعبد الناس في زمانه
وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر
الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر
على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره، شهق شهقة يغشى عليه
منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان إذا ذكر
الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار، وكان
(ع) لا يقرأ من كتاب الله: (يا أيها الذين آمنوا[ إلا قال: لبيك اللهم لبيك،
ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة
وأفصحهم وحج خمساً وعشرين حجة ماشياً وقاسم الله تعالى ماله مرتين وفي خبر: قاسم ربه ثلاث مرات(24). وجاء في روضة الواعظين عن الفتال: أن الحسن بن علي (ع) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: «حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله». وكان (ع) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول: «إلهي، ضيفك ببابك، يا محسن، قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم»(25). في كرمه (ع) جاء بعض الأعراب إلى الإمام الحسن (ع) فقال (ع) : «أعطوه ما في الخزانة» فوجد فيها عشرون ألف دينار، فدفعها إلى الأعرابي، فقال الأعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنثر مدحتي؟ فأنشأ الحسن (ع) :
وروي: (أن الإمام الحسن (ع) سمع رجلاً يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن (ع) إلى منزله فبعث بها إليه)(27). وجاءه (ع) رجل يشكو إليه حاله وفقره وقلة ذات يده بعد أن كان مشرباً، فقال (ع) له: «يا هذا حق سؤالك يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لديّ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عزوجل قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤونة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت». فقال: يا ابن رسول الله، أقبل القليل وأشكر العطية واعذر على المنع. فدعا الحسن (ع) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها وقال: «هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم» فأحضر خمسين ألفاً. قال: «فما فعل الخمسمائة دينار؟». قال: هي عندي. قال: «أحضرها». فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: «هات من يحملها لك»، فأتاه بحمَّالين، فدفع الحسن (ع) إليه رداءه لكِرى الحمَّالين، فقال مواليه: والله ما بقي عندنا درهم، فقال (ع) : «لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم»(28). التواضع شيمة العظماء مر الإمام الحسن (ع) على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء. فنزل وقال: «إن الله لا يحب المستكبرين» وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا، والزاد على حاله ببركته (ع) ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم(29). من حقوق الحيوان عن نجيح قال: رأيت الحسن بن علي (ع) يأكل وبين يديه كلب، كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فقلت له: يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: «دعه، إني لأستحيي من الله عز وجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه»(30). حسن الخلق وروي أن غلاماً له (ع) جنى جناية توجب العقاب فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي ( والكاظمين الغيظ[ (31).قال: «خلوا عنه». فقال: يا مولاي (والعافين عن الناس[ (32). قال: «عفوت عنك». قال: يا مولاي (والله يحب المحسنين[ (33). قال (ع) : «أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك»(34). الله أعلم حيث يجعل رسالته روي: أن شامياً رأى الإمام الحسن (ع) راكباً، فجعل يلعنه والحسن (ع) لايرد، فلما فرغ أقبل الحسن (ع) فسلم عليه وضحك فقال: «أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا اعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وان كنت عرياناً كسوناك، وان كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيرا». فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: اشهد أنك خليفة الله في أرضه (الله أعلم حيث يجعل رسالته[ (35)، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحب خلق الله إليّ، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم(36). في عظمته (ع) عن محمد بن إسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن (ع) ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما مرّ أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس، ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى(37). وعن أنس قال: لم يكن منهم أحد أشبه برسول الله من الحسن بن علي(38). وقيل له: فيك عظمة قال: «لا بل فيّ عزة، قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(39))(40). صلحه (ع) مع معاوية قال رسول الله (ص) : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»(41). إن من أهم القضايا السياسية في تاريخ الإمام الحسن (ع) صلحه مع معاوية ابن أبي سفيان. فإن صلح الإمام الحسن (ع) كان بأمر من الله ورسوله (ص) وكان مطابقاً للحكمة والسياسة الرشيدة، وفي صالح المسلمين والمؤمنين تماماً (42)، مضافاً إلى أن الإمام (ع) استطاع بذلك أن يفضح معاوية لجميع الناس ويسلب الشرعية منه، ولولا صلح الإمام الحسن (ع) لاندرست معالم الدين وقواعده ولما تمكن الإمام الحسين (ع) من نهضته المباركة.. فبعدما حارب الإمام الحسن (ع) معاوية.. أخذ معاوية يخدع جيش الإمام بالمال ويشتري أنصار الإمام (ع) واحداً بعد واحد وفوجاً بعد فوج، ثم طرح على الإمام (ع) الصلح وأراد أن يصور للناس أن الإمام يطلب الرئاسة الدنيوية ولا يهتم بإراقة دماء المسلمين. فرأى الإمام (ع) أن استمرار القتال يوجب إضعافاً لجبهته (وهي جبهة الحق) وانتصاراً لجبهة الباطل (وهي جبهة معاوية) كما يوجب القضاء على ذرية الرسول (ص) بأجمعهم من دون جدوى ومن دون أن ينفضح بذلك معاوية، فيكون ذلك تقوية لبني أمية وسبباً للعبهم بالإسلام والمسلمين. فلم يكن استمرار الحرب موجباً لفضح معاوية وإنما الذي يفضحه كان هو الصلح المشروط، وذلك لأن معاوية سيخالف جميع بنود الصلح على رغم توقيعه عليها، وسيعرف المسلمون غدره وخيانته وعدم أهليته للخلافة.. فلكل ذلك ولحقن دماء الأبرياء ولفضح معاوية وسلب الشرعية عنه، قبل الإمام (ع) بالصلح المشروط. ومما يدل على هذا الكلام: إن الإمام الحسين (ع) عاش إماماً بعد أخيه الحسن (ع) في عهد معاوية طيلة عشرة سنوات ولم يقم بثورته المباركة، ولكن بعد ما جاء يزيد وكان متجاهراً بالفسق والفجور، قام الإمام الحسين (ع) بتلك النهضة المباركة وقتل فيها شهيداً ليحيي دين جده رسول الله (ص) بدمه الطاهر. نعم قد خالف معاوية تلك الشروط التي كانت في معاهدة الصلح مع الإمام الحسن (ع) ، وكفى بمخالفته وزراً عليه .. فعرف التاريخ كذب معاوية ومكره ولعبه بدين الله وبالمسلمين، وقد قال معاوية: (إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولالتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون)(43). قال الطبرسي (ره) في كتابه الاحتجاج، عن زيد بن وهب الجهني قال: لما طعن الحسن بن علي (ع) بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت: ما ترى يا ابن رسول الله فإن الناس متحيّرون؟ فقال: ـ مشيراً إلى أصحابه الذين تركوه وخالفوه ـ «ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي!، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير أو يمنّ عليّ، فيكون سنة(44) على بني هاشم آخر الدهر، ولمعاوية لا يزال يمنّ بها وعقبه على الحيّ منّا والميت»(45). وفي تحف العقول عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «اعلم أن الحسن بن علي (ع) لمّا طعن واختلف الناس عليه سلّم الأمر لمعاوية فسلمت عليه الشيعة: (عليك السلام يا مذلّ المؤمنين)!، فقال (ع) : ما أنا بمذل المؤمنين ولكني معزّ المؤمنين، إني لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الأمر لأبقى أنا وأنتم بين أظهرهم كما عاب العالم السفينة لتبقى لأصحابها»(46). شهادته (ع) المؤلمة عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «قال الحسن (ع) لأهل بيته إني أموت بالسم، كما مات رسول الله (ص) . فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإن معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك. قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك. قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس. فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً، ويزوّجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن (ع) ، فانصرف (ع) إلى منزله وهو صائم، فأخرجت له وقت الإفطار وكان يوماً حاراً شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني، قتلك الله، والله لا تصيبين مني خلفاً ولقد غرّك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه»(47). فاسترجع الإمام (ع) وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه جده وأبيه وعميه حمزة وجعفر € فمكث (ع) يومين ثم مضى. هول المطلع قال الإمام الحسين (ع) : «لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به، وقد قال فيك رسول الله ما قال، وقد حججت عشرين حجة ماشياً، وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات، حتى النعل والنعل؟ فقال (ع) : إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبة»(48). موعظة أخيرة عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله، فقلت: يا مولاي، مالك لا تعالج نفسك؟ فقال: «يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟» قلت: (إنا لله وإنا إليه راجعون[ (49). ثم التفت إليّ فقال: «والله، لقد عهد إلينا رسول الله (ص) : أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة، ما منّا إلا مسموم أو مقتول»، ثم رفعت الطست وبكى (صلوات الله عليه). قال: فقلت له: عظني يا ابن رسول الله. قال: «نعم، استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم أن في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر فأخذت كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فإن العتاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عزوجل، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدَّق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل مدَّها، وإن بدت عنك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وان سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتدأك، وإن نزلت إحدى الملمات به ساءك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا يختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسماً آثرك». قال: ثم انقطع نفسه، واصفر لونه حتى خشيت عليه، ودخل الحسين (صلوات الله عليه) والأسود بن أبي الأسود، فانكب عليه حتى قبّل رأسه وبين عينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعاً.. فقال أبو الأسود: إنا لله، إن الحسن قد نعيت إليه نفسه، وقد أوصى إلى الحسين (ع) (50). الوصية الخالدة عن ابن عباس قال: دخل الحسين بن علي (ع) على أخيه الحسن بن علي (ع) في مرضه الذي توفي فيه فقال له: «كيف تجدك يا أخي؟». قال: «أجدني في أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، واعلم أني لا أسبق أجلي… » ثم أمره (ع) بكتابة الوصية فقال: «اكتب هذا: هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك، ولا ولي له من الذل، وأنه (خلق كل شيء فقدّره تقديراً[ (51)، وأنه أولى من عبد وأحق من حمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب إليه اهتدى، فإني أوصيك يا حسين بمن خلّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك: أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفاً ووالداً، وأن تدفنني مع جدي رسول الله (ص) فإني أحق به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيه (ص) في كتابه: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم[ (52) فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الإمرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك، والرحم الماسة من رسول الله (ص) ، أن لا تهريق فيَّ محجمة من دم حتى نلقى رسول الله (ص) فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده»(53). ثم قُبض (ع) ، فغسله الإمام الحسين (ع) . ثم لما أراد أن يدفنه مع رسول الله (ص) ، حال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان وغيرهم، ورموا جثمان الإمام (ع) بالسهام حتى أخرج من جنازته سبعون سهماً، فأراد بنو هاشم المجادلة، فقال الإمام الحسين: «الله الله لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع؛ فإنه أقسم عليَّ إن أنا منعت من دفنه مع جده (ص) أن لا أخاصم فيه أحداً، وأن أدفنه بالبقيع مع أمه (ع) » فعدلوا به ودفنوه بالبقيع معها (ع) . وقبره (ع) جنب جدته فاطمة بنت أسد (ع) (54)، حيث مزاره الآن، وقد هدمه أعداء الإسلام، نسأل الله أن يوفق المسلمين لإعادة بناء تلك الأضرحة المباركة في البقيع الغرقد. الإمام الحسين (ع) يرثي أخاه ولما وضعوه في لحده أنشد الإمام الحسين (ع) :
وقال (ع) :
في فضل زيارته (ع) والبكاء عليه كان قبر الإمام الحسن (ع) في البقيع الغرقد مزاراً للمسلمين والمؤمنين أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، إلى أن جاء الوهابيون فهدموا تلك القبور الطاهرة، في 8 شوال عام 1344هـ(57).
فقد قال رسول الله (ص) في ابنه الإمام الحسن (ع) : «..فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام»(58). وعن الإمام الصادق (ع) قال: «بينا الحسن بن علي (ع) في حجر رسول الله (ص) إذ رفع رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟، قال: يا بني من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنة»(59). وعن الإمام الباقر (ع) قال: «إن الحسين بن علي (ع) كان يزور قبر الحسن ابن علي (ع) كل عشية جمعة»(60). وروي: كان محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) يأتي قبر الحسن بن علي (ع) فيقول: «السلام عليك يا بقية المؤمنين، وابن أول المسلمين، وكيف لا تكون كذلك وأنت سليل الهدى وحليف التقى وخامس أصحاب الكساء، غذّتك يد الرحمة، ورُبّيت في حجر الإسلام، ورضعت من ثدي الإيمان، فطبت حياً وطبت ميتاً، غير أن الأنفس غير طيبة لفراقك ولا شاكة في الجنان لك، ثم يلتفت إلى الحسين (ع) فيقول: السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى أبي محمد السلام»(61).
نبذة من درر كلماته (ع) من هو القريب قال الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله وسلامه عليه): «القريب من قرّبته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعّدته المودة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد، وإن اليد تغل فتقطع، وتقطع فتحسم»(62).
التقية وقال (ع) : «إن التقية يصلح الله بها أمة، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، فإن تركها أهلك أمة، تاركها شريك من أهلكهم، وإن معرفة حقوق الإخوان يحبب إلى الرحمن، ويعظم الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان»(63).
حب الدنيا وقال (ع) : «من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا لم يزدد منها إلا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً، والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟! والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة، وسعادة كثيرة»(64).
ممن تطلب حاجتك وقال (ع) : «إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها» قيل: يا بن رسول الله (ص) ومن أهلها؟ قال: «الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال: (إنما يتذكر أولوا الألباب[ (65) قال: هم أولو العقول»(66).
من آداب المائدة وقال (ع) : «في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع منها فرض، وأربع سنة، وأربع تأديب، فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر، وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع، وأما التأديب فالأكل مما يليك وتصغير اللقمة وتجويد المضغ وقلة النظر في وجوه الناس»(67).
هذه هي العبودية عن محمد بن علي (ع) قال: «قال الحسن (ع) : إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه»(68).
من كفل لنا يتيماً وقال (ع) : «من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا [ محبتنا ] (69) باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه، قال الله عزوجل: يا أيها العبد الكريم المواسي، أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم»(70).
طالب الدنيا وقال (ع) : «الناس طالبان، طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز»(71).
ولاية أمير المؤمنين (ع) في الكتب السماوية وقال (ع) : «من دفع فضل أمير المؤمنين (ع) على جميع مَن بعد النبي (ص) فقد كذب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله المنزلة؛ فإنه ما نزل شيء منها إلا وأهم ما فيه بعد الأمر بتوحيد الله تعالى والإقرار بالنبوة: الاعتراف بولاية علي والطيبين من آله € »(72). حقوق الإخوان وقال (ع) : «أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأناً، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة علي بن أبي طالب (ع) حقاً»(73).
الشيعي حقاً وقال (ع) : «ورد على أمير المؤمنين (ع) إخوان له مؤمنان أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر، فأكلا منه ثم جاء قنبر بطست وإبريق [ من ] خشب، ومنديل لليبس، وجاء ليصب على يد الرجل ماء، فوثب أمير المؤمنين (ع) فأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب الماء على يدي. قال: اقعد وأغسل يديك، فإن الله عزوجل يراك وأخاك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك ويزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها. فقعد الرجل فقال له علي (ع) : أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته وبجلته وتواضعك لله، حتى جازاك عنه بأن ندبني لما شرَّفك به من خدمتي، لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبراً. ففعل الرجل [ ذلك ]، فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية، وقال: يا بني، لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت [ الماء ] على يده، ولكن الله عزوجل يأبى أن يسوي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن. فصب محمد بن الحنفية على الابن، قال الحسن ابن علي (ع) : فمن اتبع عليا (ع) على ذلك فهو الشيعي حقاً»(74).
حقنا للدماء وقال (ع) في صلح معاوية: «أيها الناس، إنكم لو طلبتم ما بين جابلقا وجابرسا (75) رجلاً جده رسول الله (ص) ما وجدتم غيري وغير أخي، وأن معاوية نازعني حقاً هو لي، فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه، وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين»، وفي رواية أخرى قال (ع) : «إنما هادنت حقنا للدماء وصيانتها وإشفاقاً على نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي»(76). وروي أنه قال (ع) : «يا أهل العراق إنما سخى عليكم بنفسي ثلاث: قتلكم أبي وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي»(77). حجج الله على الخلق وقال (ع) : «إن لله مدينتين إحداهما في المشرق والأخرى في المغرب، فيها خلق لله لم يهموا بمعصية الله تعالى قط، والله ما فيهما ولا بينهما حجة لله على خلقه غيري وغير أخي الحسين»(78). حق العبادة وقال (ع) : «من عبد الله، عبَّد الله له كل شيء»(79). لا تطع الهوى وقال (ع) : «إن لم تطعك نفسك فيما تحملها عليه مما تكره، فلا تطعها فيما تحملك عليه فيما تهوى»(80). نفسك نفسك وقال (ع) : «إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوه، ولكن إذا أطفأ بهم اللهب أرسبهم في قعرها». ثم غشي عليه (ع) فلما أفاق من غشوته قال: «يا ابن آدم نفسك نفسك فإنما هي نفس واحدة إن نجت نجوت وإن هلكت لم ينفعك نجاة من نجا»(81). هذه هي التجارة المربحة وقال (ع) : «لقد أصبحت أقوام كانوا ينظرون إلى الجنة ونعيمها والنار وجحيمها يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم مرض، أو قد خولطوا وإنما خالطهم أمر عظيم خوف الله ومهابته في قلوبهم، كانوا يقولون: ليس لنا في الدنيا من حاجة وليس لها خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا، أنفقوا أموالهم وبذلوا دماءهم واشتروا بذلك رضى خالقهم، علموا أن [ الله ] اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بالجنة فباعوه، وربحت تجارتهم وعظمت سعادتهم، وأفلحوا وانجحوا، فاقتفوا آثارهم رحمكم الله واقتدوا بهم»(82). من مكارم الأخلاق وقال (ع) : «العقل حفظ قلبك ما استودعته، والحزم أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك، والمجد حمل المغارم وابتناء المكارم، والسماحة إجابة السائل وبذل النائل، والرقة طلب اليسير ومنع الحقير، والكلفة التمسك لمن لا يؤاتيك والنظر بما لا يعنيك، والجهل سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً»(83). أبيات من أشعاره (ع)
وله (ع) :
وله (ع) :
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
* هذا المقطع هو الفصل الرابع من كتاب (نبذة عن حياة المعصومين) للمؤلفة والدة السيد محمد حسين الشيرازي، أخذناه من موقع 14 معصوم. (1) المناقب: ج4 ص29 فصل في تواريخه وأحواله (ع) . (2) انظر المناقب: ج4 ص29 فصل في تواريخه وأحواله (ع) . (3) الدعج والدعجة: السواد، وقيل: شدة السواد، وقيل: الدعج شدة سواد العين وشدة بياض بياضها، وقيل: شدة سوادها مع سعتها. انظر لسان العرب: ج2 ص271 مادة (دعج). (4) المسربة، بضم الراء: الشعر المستدق النابت وسط الصدر إلى البطن، وفي الصحاح: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر السرة، وقال سيبويه: ليست المسربة على المكان ولا المصدر وإنما هي اسم للشعر. لسان العرب:ج1 ص465 مادة (سرب). (5) الكُرْدوس: فِقْرة من فِقَر الكاهل. وكل عظم تام ضخم فهو كردوس، وكل عظم كثير اللحم عظمت نحضته كردوس، وقالوا: الكراديس رؤوس العظام واحدها كردوس، وكل عظمين التقيا في مَفصِل فهو كردوس. انظر لسان العرب: ج6 ص195 مادة (كردس). (6) ذخائر العقبى: ص127-128 ذكر شبههما بالنبي (ص) . (7) إعلام الورى: ص205 الركن الثالث الفصل الأول في ذكر مولده (ع) . (8) انظر بحار الأنوار: ج44 ص149 ب22 ح18. (9) راجع بحار الأنوار: ج44 ص149 ب22 ح18. (10) العدد القوية: ص351 تاريخ وفاة الإمام الحسن (ع) . (11) الكافي: ج6 ص474 باب نقش الخواتيم ح8. (12) علل الشرائع: ج1 ص137 ب116 ح5. (13) المناقب: ج3 ص398 فصل في معاني أمورهما (ع) . (14) صحيح البخاري: ج3 ص1370 ح3539، ط3 دار ابن كثيرة، اليمامة 1407هـ – 1987م بيروت. (15) كنـز العمال: ج13 ص652 ح37653، ط مؤسسة الرسالة بيروت/ لبنان 1409هـ -1989م. (16) عيون أخبار الرضا (ع) : ج2 ص33 ب31 ح56. (17) كامل الزيارات: ص51 ب14 ح4. (18) كشف الغمة: ج1 ص527 في ذكر الإمام الثاني أبي محمد الحسن التقي (ع) الخامس فيما ورد في حقه من رسول الله (ص) .. (19) العدد القوية: ص42-43 اليوم الخامس عشر. (20) المناقب: ج3 ص385 فصل في محبة النبي (ص) إياهما (ع) . (21) المناقب: ج4 ص24 باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي (ع) فصل في محبة النبي (ص) إياه (ع) . (22) الإرشاد: ج2 ص127 باب طرف من فضائل الحسين (ع) وفضل زيارته. (23) الأمالي للشيخ الصدوق: ص178-179 المجلس 33 ح8. (24) المناقب: ج4 ص14 فصل في مكارم أخلاقه (ع) . (25) المناقب: ج4 ص16 فصل في مكارم أخلاقه (ع) . (26) بحار الأنوار: ج43 ص341 ب16 ح14. (27) مستدرك الوسائل: ج7 ص269-270 ب49 ح8209. (28) مستدرك الوسائل: ج7 ص270 ب49 ح8210. (29) بحار الأنوار: ج43 ص351-352 ب16 ح28. (30) بحار الأنوار: ج43 ص352 ب16 ح29. (31) سورة آل عمران: 134. (32) سورة آل عمران: 134. (33) سورة آل عمران: 134. (34) راجع بحار الأنوار: ج43 ص352 ب16 ضمن ح29. (35) سورة الأنعام: 124. (36) المناقب: ج4 ص19 فصل في مكارم أخلاقه (ع) . (37) المناقب: ج4 ص7 فصل في معجزاته (ع) . (38) كشف الغمة: ج1 ص522 ذكر الإمام الثاني أبي محمد الحسن التقي (ع) الخامس فيما ورد في حقه من رسول الله (ص) . (39) سورة المنافقون: 8. (40) كشف الغمة: ج1 ص574 ذكر الإمام الثاني أبي محمد الحسن التقي (ع) التاسع في كلامه (ع) ومواعظه. (41) علل الشرائع: ج1 ص211 ب159 ح2، وانظر غوالي اللآلي: ج3 ص129-130 باب الخمس ح14. (42) راجع الإرشاد: ج2 ص10 باب ذكر الإمام بعد أمير المؤمنين (ع) . (43) الإرشاد: ج2 ص14 باب ذكر الإمام بعد أمير المؤمنين (ع) . (44) في بحار الأنوار: «فتكون سبة على بني هاشم» ج44 ص20 ب18 ح4. (45) الاحتجاج: ج2 ص290 احتجاجه (ع) على من أنكر مصالحة معاوية.. (46) تحف العقول: ص308 وصيته (ع) لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول. (47) الخرائج والجرائح: ج1 ص241-242 الباب الثالث في معجزات الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين (ع) . (48) الأمالي للشيخ الصدوق: ص222 المجلس 39 ح9. (49) سورة البقرة: 156. (50) بحار الأنوار: ج44 ص138-140 ب22 ح6. (51) سورة الفرقان: 2. (52) سورة الأحزاب: 53. (53) الأمالي للطوسي: ص158-160 المجلس6 ح267. (54) انظر بحار الأنوار: ج44 ص141 ب22 ح7، و ص157 ب22 ضمن ح25، وراجع الإرشاد: ص19. (55) المناقب: ج4 ص45 فصل في وفاته وزيارته (ع) . (56) المناقب: ج4 ص45 فصل في وفاته وزيارته (ع) . (57) الموافق 21/ 4/ 1925م. (58) الأمالي للشيخ الصدوق: ص114-115 المجلس 24 ح2. (59) تهذيب الأحكام: ج6 ص20 ب7 ح1. (60) وسائل الشيعة: ج14 ص408 ب36 ح19475 . (61) تهذيب الأحكام: ج6 ص41 ب13 ح1. (62) وسائل الشيعة: ج12 ص52 ب29 ح15621. (63) وسائل الشيعة: ج16 ص222 ب28 ح21412. (64) إرشاد القلوب: ج1 ص24 الباب الرابع في ترك الدنيا. (65) سورة الرعد: 19. (66) الكافي: ج1 ص19 كتاب العقل والجهل، ضمن ح12. (67) من لا يحضره الفقيه: ج3 ص359 باب الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة ح4270. (68) كشف الغمة: ج1 ص567 الثامن في كرمه وجوده وصلاته (ع) . (69) كذا في الأصل. (70) غوالي اللآلي: ج1 ص17 الفصل الثاني ح3. (71) إرشاد القلوب: ص24 الباب الرابع في ترك الدنيا. (72) تفسير الإمام العسكري (ع) : ص88-89 ح46 في من دفع فضل علي (ع) . (73) تفسير الإمام العسكري (ع) : ص325 ح173 التواضع وفضل خدمة الضيف. (74) تفسير الإمام العسكري (ع) : ص325-326 ح173 التواضع وفضل خدمة الضيف. (75) جابلق وجابلص مدينتان إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ليس وراءهما إنسي (لسان العرب: ج10 ص35 مادة جبلق). (76) المناقب: ج4 ص34 فصل في صلحه (ع) مع معاوية. (77) بحار الأنوار: ج44 ص56-57 ضمن ح6. (78) المناقب: ج4 ص40 فصل في المفردات. (79) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص108. (80) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص113. (81) إرشاد القلوب: ج1 ص36 ب5 في التخويف والترهيب. (82) إرشاد القلوب: ج1 ص76 ب18 وصايا وحكم بليغة. (83) العدد القوية: ص32 اليوم الخامس عشر. (84) بحار الأنوار: ج43 ص340-341 ب16 ضمن ح14. (85) بحار الأنوار: ج43 ص340 ب16 ضمن ح14. (86) المناقب: ج4 ص15 فصل في مكارم أخلاقه. |