مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مدينة حماة السورية

بقرب مدينة حماة السورية وحينما يأخذ بك الطريق إلى التلال الخضراء تصل إلى جامع مقدس يسمى بمقام الإمام زين العابدين عليه السلام، تتلألأ قبتان جميلتان وترى قبراً رمزياً يشير إلى مرقد الإمام علي بن الحسين عليه السلام المهدّم في البقيع الغرقد بالمدينة المنورة.

يشتمل المقام على ساحة كبيرة نسبياً وعدة غرف لاستقبال الزوار الذين يأتون إلى هذا المكان المقدس من كل مكان، من داخل سوريا وخارجها، وذلك للتضرع إلى الله عزوجل في هذا المكان المقدس والتوسل بجاه الإمام زين العابدين عليه السلام ليقضي الله حوائجهم ويشفي مرضاهم ويفرج عن كروبهم.

نعم إن لأهل البيت عليهم السلام مكانة خاصة في قلوب المسلمين جميعاً شيعة وسنة، فترى في كل بقعة من الأرض التي تشرفت بقدوم هؤلاء الأطهار قد بني مسجد وشيد مقام باسمهم الكريم، قال تعالى:

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ

صدق الله العلي العظيم

والعجب العجاب أن الوهابيين قاموا على خلاف سيرة جميع المؤمنين والمسلمين بهدم تلك القباب الطاهرة في البقيع الغرقد بالمدينة المنورة.

وعلى ما يظهر من التاريخ إن بني أمية لما قتلوا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بتلك القتلة الفجيعة في كربلاء ، أخذوا بنات رسول الله صلى الله عليه وآله أسرى إلى الشام كما حملوا معهم تلك الرؤوس الطاهرة من ذوي رسول الله ص وكان الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) مريضا مقيداً بالحديد يسار به من بلد إلى بلد حتى وصلوا إلى هذه المنطقة بقرب مدينة حماة السورية فنزلوا بها وصلى الإمام زين العابدين عليه السلام هناك فاتخذه المؤمنون من بعده مسجداً للصلاة، ثم بنوا فيه شبه قبر للإمام عليه السلام، ليرمز الى قبره المهدم في البقيع.

وقد ظهر في هذا المكان المقدس العديد من المعاجز والكرامات، فالكثير من الناس زاروا المقام وتوسلوا بالإمام إلى الله عزوجل فقضيت حوائجهم، كان منهم شاب ابتلي بالسرطان وعجز عنه الأطباء فشافاه الله ببركة مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، فنظم شعراً وأهداه إلى المقام، والقصيدة موجودة ومعلقة في جانب من المقام.

كما أن المسلمين العلويين في سوريا يهتمون بهذا المقام الشريف اهتماما خاصا ويتوافدون لزيارته باستمرار.

ثم إنه تذبح في هذا المكان المقدس الذبائح الكثيرة التي نذرها المؤمنون لله عزوجل وفي محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

 

الصفحة الرئيسية

للأعلى