الصفحة الرئيسية

ما هو الجديد

اتصل بنا

 

(حمائم جنة البقيع)

غدت خطوات سيرها متجهة ..
نحو منارات الهداية
أشرقت الشمس بنورها المستمد من أنوار الولاية ..
غدت تعلق الأمال بخيوط أشعتها الذهبية ..
عانقت ..
لثمت ..
قبلت ..
غرزت أناملها في تراب ثراه مستلهمة ..
الثبات على الحق ..
الصمود في وجه الظلم ..
العطاء بلا حدود ..
دون انتظار الشكر
شاهدت حمائم البقيع في صعود وهبوط
نسجت بأجنحتها غمامة تظلل القبور في جنة البقيع ..
تحادرت دموعها مذ وقفت ترمق بطرفها الحزين ..
تاريخ آل الرسول (ص) ..
استرجعت ..
تاريخهم ..
ذكرياتهم ..
هنا كان ...
هنا كانت ...
هنا كانوا ...
تساءلت سيدتي .. ملاذي .. ذخري ..
في محجري دموع أريد أن أسيلها على ثرى قبرك ليزهر الربيع ..
أين قبرك ؟ ..
لم يتوقف تساؤلي ..
لم استطع حبس مدامعي ..
صرخت يازهراء .. يا زهراء .. يازهراء ..
أهكذا ..
تبقى علائم الاستفهام دون أن تجيب ..؟
لحظات ..
حلقت حمائم البقيع تردد بصوت فيه حنيين
إن كنت تسألين ..
هنا ثوت ناحلة الجسد ..
مكسورة الأضلاع ..
مسقوطة الجنيين..
فلتذرفي مدامعك على ثرى البقيع
لتنبت الأعضاء بالعطاء
وتنزل الرحمة من السماء
وتصعد الأرواح والأعمال راجية من الله القبول ..
راحت تردد حمائم البقيع
ما أجمل البقيع ...
ما أجمل البقيع

(ظلمتني يا أرض البقيع)

أرض البقيع طاهرة..
من كل أنجاس مستخلصة..
وتثير الآه من قلب عليل..
وهي حقا باهرة..
أيتها الأرض الكريمة..
من بكِ..
من ضممت من الآل الكرام..
كيف أصبحت بهذا العمر..
ملاذ كل الأنام..
فإليك أقبل الشيعة..
والحب بهم ..
والتقديس..
والتعظيم ..
يقدمهم..
قد سابق الناس في ما بينهم..
أيهم للحب أكبر..
فمن الطفل إلى الشيخ الكبير..
وشباب..
فيا أرض البقيع..
أنت حقا طاهرة..
&&&
أيتها التراب الذهبية..
أخبريني عن ركضة الطفل الذي..
لم يصل خمسا من العمر سنين..
اشرحي لي..
وواصفي..
انحناء شامخ..
بل صنعٌ هز النواصب..
سجدة الطفل في جنتك..
قبل الأم الفاضلة..
رافع الكفين يدعو للخلاص..
وتوجه..
نحو أبناء الأم فرحانا بهيج..
ووالى..
وارتمى كفا بكف للأئمة ..
واعتصم..
ثم قبل ..
ثم قبل..
ثم قبل..
حدثيني..
ماصنعت لهذا الطفل الصغير..
وبه ماذا عملت؟!..
كيف أشعلت الحب فيه؟!..
كيف كونت حب دفين؟؟!!..
كيف علمتيه فنون العشق..
كي ينثرها؟!!..
كيف غرست التوحيد فيه؟؟!..
علميني الحب يا أرض البقيع؟!..
&&&
أرض البقيع سرك الغالي النفيس..
حيرني..
حمام الزاجل الطائر فيك..
لم يحط الرحل يوم..
أو هوى ثم قبل..
أو بكى..
أو تناجى مع أهل القبور..
لم يحن له وقت..
أن يطيب الجلوس هادئ..
أو يكون قريب ليفوز..
بتقبيل الضريح..
بينما كان الحمام يطير..
ويحوم حول النفائس..
ينظر بالعين حسرى..
يرفر الجنحان كي يروح قلبه..
وأنا من لي بالعمر سنينا..
قادما من أرض القطيف..
مكان بعيد..
للولا ء عن آل البيت لم أحيد..
وعجنت الطين مني..
بولاء طاهر..
وصرت خادما منذ أن كنت صغير..
ورفعت الصوت بالتكبير والتهليل وسط البقيع..
وأخذت القلوب أيضا..
كي تثير ما بها من شجى وحزن دفين..
كي أكون من له الحظ ويحظى..
وكبرت حتى أصبحت قوي العقيد
عندها..
الطفل الصغير..
يزلزل أرضا ..
ويسرق من الأمتار التي..
هي عني مفصولة..
مأسورة..
ويفوز..
أقسم يا أرض البقيع..
إن هذا ليس إنصاف حقيق..
إنه ليس التقسيم الصحيح..
فأنا أفني بكل قواي حبي..
وحياتي بين روح وقدوم..
وبكاء ونواح ..
بين فينةُ يا أرض البقيع..
يأتي طفل تكرميه؟!..
 

المتألم..
صحوة الضمير

(في مدح الإمام الحسن عليه السلام)

السيد محسن الأمين

  رياسة الدين والدنيـا عــــلى سنــــن

 

إمام حق مــــن الله العظيــــم لــــه

لله نيّتــــه فــــي الســــر والعـــلــــن

الزاهد العابد الأواب مــن خلصــت

 ثواب بارئه الرحمـــن مــــن ثمــــن

والواهب المال لا يبغي عليه سوى

منه ثلاثــاً بــــلا خــــوف ولا منــــن

وقاسم الله ما قــــد كــــان يملكــــه

 يمينه خارجاً فـي سالــــف الزمــــن

ومرتين غدا من كـل مــــا ملــــكـت

خمساً وعشرين والنحّــــار للبــــدن

والقاصد البيت لم تحملـه راحلـــــة

 يراع ذي فطن أو قـــول ذي لســــن

وذو المناقب لا يحصى لها عـــــددا 

نسل لأحمد خير الخلــق لــــم يكــــن

غير الحسين وغير السيد الحســن

من روض فضل بأزهار الكمال جني

ريحانتا أحمد المختار قــــد جنيــــا

ماء النبـوة والاكــــوان لــــم تكــــن

فرعان قد بسقا من دوحة سقــــيت

من ذروة المجد والعليا إلى القــــنن

أكرم بسبطي رسول الله من رقـــيا

 لما دعــا كــــلّ ذي قــــلب وذي إذن

وقال خير الورى قــــولاً فاسمــــعه

حبّي ومن ابغض السبطين ابغظنـي

ابناي هذان دون النـــاس حبّهــــما

بذاك جبريل عن بــــاريه اخــــبرني

هما الامامان إن قامـــا وإن قعــــدا

 

(الامام الصابر)

 

و فى ذكريات الروح يقتر البعد

 

تقر بك الذكرى و ان بعد العهد

يطوف الثنا فيها و يسعى لها الحمد

اقام لك الايمان فى القلب كعبة

فخابت، ولم يظهر لآمادها حد

بحبّك جربت المقاييس كلها

سيبقى الى أن ينفض الجسد اللّحد

ستبلى معى الدنيا، و حبك بعدنا

بك النفس ما يسغى له الشاعر الفرد

هو الدين أهدانى اليك، فأبصرت

به، و شفيع الحبّ ليس له ردّ

الى الله اسعى فى ولائك مخلصاً

و شبل علىٍّ، قدّس الاب و الجدّ

فما أنت الا السبط سبط محمّد

الى ان أباح الكم ما أضمر الورد

ترعرعت فى حجر النبّوة ناشئاً

أطلت (علياً) نارها و هى تشتّد

أثار ـ ابن عفّان ـ على الحكم فتية

فضاعت و لم ينشر لثاراتها بند

الى أن أراقت فى الصلاة دماءه

بنيرانها، شيب العراقين و المرد

و قام ابنه بالامر، و الحرب تصطلى

و تفعل فيها ما أباح لها الحقد

فهاتيك خيل الشام تنهب مالها

على الجند، حتى لم يفد معها سدّ

و هذى ملايين ابن هند تهاطلت

خضوعاً، و ان طالت و طال بها المجد

هى الناس تلوى للنضار رقابها

مفاخر بيت شاده الحسب العدّ

يفر ـ عبيدالله ـ للشام هادماً

صراعٌ به لم ينتج الحلّ و العقد

و يترك للاقدار جيشاً أمضّه

كتائبه يسغى بها الرهو و الوخد

فدبّت به روح الشقاق و أدبرت

فيالقه منها، و خالفها الجند

و لا نفع فى حرب اذا ما تذمّرت

تضارب فيها الرأى واختلف القصد

فلم ير غير (الصلح) منجى لامّة

من الحكم لم تحلم بمعشاره - هند -

وراح ـ ابن هند ـ يستقلُّ بمنصب

و لم ينتظم للدين من بعدها عقد

و أعطى عهوداً فرّط النقض عقدها

عل غصص يعيى بها الصابر الجلد

لقد أتقد الاسلام بالصلح صابراً

من الضيم ان يعزى لامثالها النقد

تطاوله بالنقد ألسن فتية

من الحقد لم يثبت لها الحجر الصلد

و تنتاشه أعداوه بفجائع

لخلّده رمز يشير له الخلد

و لو أدرك التاريخ سرّ حياته

يظلّ بها افق الحجى و هو مربدّ

و ما خطّ فيه لابن هند صحائفا

يعا كسه فى سيره الجزر و المدّ

و لكن تيّار الحوادث لم يزل

فقطّعها لو قُطع الجوهر الفرد

الى ان أذاب السمُّ أفلاذ قلبه

 

(على أعتاب البقيع)

قصائد للكاتب: غريب آل أحمد

تهاوى القدسُ أم هُدم البقيعُ

فحقُ الله باقٍ لايضيعُ

تسبّح باسمه الدنيا ويصحو

على خفقانه الأمل الصريع

ليمتشقَ الصباحَ قريرَ نصرٍ

تُعانق قِبةَ الحسنِ الشموع

قِبابك يا بقيعُ على شفيفٍ

تهشّ له المآذنُ والدموع

تُقدّسُك الصلاةُ..وأيّ طودٍ

يرفّ على حِجارته الركوع ؟

وتزرع تُربَك الأملاكُ حتى

تجلّى في خرابتك الخشوع ؟

يُقبّل تربةَ الزهراء أرضاً

ويُسفِر من كرامتها الربيع

كأنّ على رُبى الأطلال فجراً

يُلوّح بابتسامته الشفيع

كأن على كثيب الرمل روحا

تُعمّر ماتَغَبّشَه القطيع

فيعلو المسجدُ الأقصى شموخاً

ويسمو في معارجه البقيع

منارتُك التي هُدّت ببغيٍ

مغوليٍّ..سيشرقها الطلوع

ستحيا للدعاء قِبابُ طهرٍ

من السجاد قدّسها "يسوع"

ويلتفّ الحجيجُ طَوَافَ ألفٍ

لباقر علمِ طه،والجموع

سَيُورِقُ غُصنُ جعفرَ عن قريبٍ

وتنبتُ من جوامعه الفروع

فكلّ سحابة للأرض تبقى

وكلّ هشاشة زبدٌ وضِيع

"أقيلوني.." كما وُزِنت "سلوني.." ؟

ومن يشري الحياةَ كمن يبيع ؟

على أعتاب قُدسك سوف نبقى

تشبّث بالشيوخ لنا رضيع

على رَعف الجراح يخُبّ جرحٌ

ويقفو إثرَ مُوجعةٍ نجيع

أقمنا العمرَ جسراً في خطاهم

ودون خطاهمُ انقطع الرجوع

نبيتُ على قذى وطنٍ،حَيِينا

تُسافر في حمايته الضلوع

نعاقره كؤوسَ الروحِ صوناً

َيُهدى القَحْطُ إكراماً،وجوع؟

ونمضغ صبرَنا علّ الليالي

تؤوب ولايؤوب لنا قَطوع

فتأبى نخوةُ الإقصاء حقاً

ونأبى أن يُداف لنا رقيع

نموت على الجراح رؤىً،وحباً

وتحيا في مرابعنا البقيع؟

(سيدنا العباس بن عبد المطلب)

 

جفّت جذوع النخلِ والشجراتِ

 

يا ساقي الْحرمينِ بالدعـواتِ

ترجـو السميعَ غمائم الرحَماتِ

ضجت حناجرُ والتقت أصواتها

أن يرزق العبّـاد طيب نبـاتِ

فارفع يديكَ وسلْ غياثاً غافراً

وبـقيّـةِ الآبـاءِ والْجَنبـاتِ

عمّ النبي صفيِّـه من تَربـه

للحقِّ تضرب أرفع الْمـثُلاتِ

يا أيها العبّاس عشتَ مواليا

رقَّ الرسولُ بأكـرم النظراتِ

في الأسرِ هزَّ أنينكم قلب الهدى

شهماً مقيل الكربِ والعَثَـراتِ

فطِناً جهير الصوتِ تصدحُ عالياً

تدعو إلى الحسنى وطول ثباتِ

لَمّا صرختَ بِمعشرٍ يا أهلها

يا من صبرتم ساعة الأزَمـاتِ

ناديت يا أهل المكارم والنهى

لبّت جُمـوع القومِ بالطعناتِ

أحييت فيهم من عزائم أمسهم

ومُـردّداً ما قـال من كلماتِ

لَمّا حججتَ مع النبي ملبّيا

كم في صحائفكم من الْحسناتِ

يا واصل الأرحام معتنـياً بِها

ألقـيتُ عند مقامكم عَبَراتـي

يا أهلِ بيتٍ شُرِّفوا بقرابـةٍ

جنّـات عدنٍ بعد طول مواتِ

تحيا القلوبُ بحبّكم فكأنّها

قد فاتـه فيضٌ من الخيـراتِ

من لم يرد أن يستنير ببدركم

يا رحـمةً نزلت كما الآيـاتِ

صلّى عليك اللهُ يا نورالهدى

في واسع الأرضين والسمواتِ

ما هلّت البُشرى وما بزغ السنا

 

(سيدنا حمزة بن عبد الْمطلب)

 

درع النبي وقاهر الأعداءِ

 

وُوريتَ حيّـاً سيدَ الشهداءِ

جاء البشيرُ به بكلِّ مضاءِ

يا شامِخاً ذوداً عن الْحق الذي

لبن الشهامةِ لُحمة الأبناءِ

يا مَن رضعتَ مع الرسولِ فلم يزل

لا تنثني لإهانـة السفهاءِ

لا تقبل الإذلالَ من متزندقٍ

وميمّماً شطر السبيل النائي

متوشّحاً قوساً إلى صيدٍ الفلا

ومضيتَ عنه بعِـزَّةٍ وإباءِ

أدميتَ رأس الْجهلِ دون تخوّفٍ

وهجرتَ جمع الخزي والأرزاءِ

أعلنتَ إسلاماً على رأسِ الْمَلا

تَهوي بِه قهراً على الأعداءِ

وحملتَ للتوحيدِ سيفاً ماضياً

يترقّبُ الحركاتَ من أنْحاءِ

فخرجتَ للميدانِ مثل غضنفرٍ

كانوا رموز الكفرِ والإيذاءِ

ألقيتَهم جثثاً ببدرٍ بعدما

فسقيتهم من كأسه الْحرّاءِ

فلطالَما ساموا العبيدَ من الردى

لَـم تنتبه للحربـة الرقطاءِ

حتى خرجتَ لنصرةٍ نحو الوغى

قد خصّكم للْمجد والعلياءِ

لَمّا أتتكَ شهادة الْمولى الذي

ونعاكَ نعي الفقدِ والإيلاءِ

وبكاكَ سيّد خلقه ورسوله

صنتَ اليقينَ بروحك السمْحاءِ

لا لن يُصابَ بمثلكم في وقعةٍ

ولنعم شد الأزرِ في الهيجاءِ

فلنعمَ عمّ اليمنِ كنت لأحمدِ

ذخـراً لآلِ مُحـمّدٍ بثنـاءِ

يا حمزة الفخر الذي ما ينقضي

فلكم بإبنِ أخيكِ خير عزاءِ

صبراً صفيةُ رابطي واستبشري

بصلاته جالوا على الأرجاءِ

صلى عليه الله والملك الذي

فلتُلقِ عيـنٌ دمعـة الإطراءِ

وعلى أبا يعلى نصير المصطفى

 

(سيدنا الحسن بن علي)

 

والحلم والإحسانُ في سكناتِهِ

 

النبلُ والإيـمانُ في وقفاتِهِ

رام الحقيقةَ في جميلِ أناتِـهِ

ما رامَ من دنياهُ شيئاً إنَما

والحُسنُ نور الحقِّ في قسماتِهِ

حَسَنُ الذي حملته أيدي أحمدِ

هو والحُسينُ مدى لطيب صفاتِهِ

هو ذلك الفرع المبارك إذ بدا

مُتأسِّـياً بأُصولِـهِ بِسِماتِـهِ

مُتحلّياً بخلائقٍ من جـدِّهِ

فمجامع الْخُلُقِ الكريمِ بِذاتِهِ

ورث الشهامة والمروءة والندى

بل كان يدرأُ من وغى وأذاتِهِ

ما كان يخذل أو يساوم خصمه

كي يحقن الدمَ في عروقِ ثِقاتِهِ

مُتـنازِلاً عن حقِّـهِ بِخِـلافّةٍ 

ومُسلِّماً أمراً إلى رحماتِـهِ

فاختار درب الصابرينَ ونهجهم

تِبراً ،كنوزُ البِرِّ في صدقاتِهِ

حتى لقـاء اللهِ غير مـوَرِّثٍ

حقّاً تعالى اللهُ في آيـاتِهِ

صلّى على المُختارِ ربٌّ ماجدٌ

هو باطِنٌ هو راحِمٌ بصلاتِهِ

هو أولٌ هو آخِرٌ هو ظاهِرٌ

 

(في روضة البقيع)

 

في روضةٍ قدسـية الْنفَحاتِ

 

أمّـاه عُدتُ أُجـدد البيـعاتِ

مُستبشِرٌ متسارع الْخفَقاتِ

لبُّ الفـؤادِ إلى لقاكم تائـق

حسبي وقوفي قربكم وصلاتي

أفديكِ ، إنّي اليومَ في عيد الْمُنى

علّمتموني من شذى الدعواتِ

أهديكِ ، لَم أجد الهدايا غير ما

أندى الورودِ ، زكية النسماتِ

زهراءُ يا أسْمى النساءِ مكانـةً

أنفاسها بالطُهـرِ والخيراتِ

ريْحانـةٌ قد عطّرت وتعطّرت

وفؤادك الْحاني على الْجَنَباتِ

فَيَداكِ مثل الغيثِ في إروائـه

وأرقّـها ، يا بلسم الكُرُباتِ

يا أطيب الأرواحِ يا بنت الهدى

فِقتِ الْمزايا أمسِها والآتـي

لو قيس غيرك بالْمزايا أنّـما

جمعاً وأنتِ الفضلُ زان سماتِ

أنتِ الجمائلُ والشمائلُ والتُقى

مَن مثلكم في الزُهدِ والصدقاتِ

أعلى منارات الْمكارم في الْمدى

أحظى بفيض النورِ والبركاتِ

أُمّـاهُ إنّي في جواركِ لَم أزلْ

شُـرِّفتُ لَمّا زرتُكم بغـداةِ

ولتعلمي أمّي الحبيـبةُ أنّمـا

روحي وعيني في أسى العبراتِ

إن كان طيفي لا مُحالةَ راحلٌ

في بُعدكم حيرى أجُرُّ رُفاتي

أبكي على نأي الأحبـةِ إنني

تجلو الهمومَ وتستقي الرحماتِ

هل لي إلى أطيابكم من أوبـةٍ

والآلُ ، آلكِ يا سنا الأوقاتِ

صلّى الْمليكُ على أبيكِ المصطفى

بوركتُمُ يا أيْمـن الخطواتِ

والصحبِ أهل الله ما طلع الضُحى

 

(زهرة البقيع)

 

زهرةً كانت على الدنيا الربيعْ

 

ها هنا نسمو لنلقى بالبقيعْ

مثلاً للطهرِ والْمسعى الرفيعْ

أينـعتْ بين أيادي أهلها

زينة الدنيا وأنفاس الضلـوعْ

ونَمت نور عيونٍ ، لم تزلْ

إنّما أطيابُـها مسكٌ يضوعْ

إنّها قُـرَّةَ عين الْمصطفى

ماثلتـه مَشيـهُ بين الربوعْ

شابَهتـه في كلامٍ صادقٍ

صارت الأمَّ ، لها القلبُ الوديعْ

فـإذا ما أدرك الأمَّ القضا

ما جناه الكفرُ والفعل الشنيعْ

وغدت تَمسحُ عن والدها

تَجلب الْبسمةَ للنـور البديـعْ

فتراعيه إذا فـاض الأسى

وتواسي حرقة الْجرحِ الوجيعْ

وتداويه كما الغصن النديّ

من رسول اللهِ ما بين الدموعْ

وإذا ما قـدر الْموتِ دنـا

أنَّها خيرُ النِسا بين الْجُموعْ

سرَّها أن يهدي البشرى لَها

خصّك الْمولى وأغناك السَميعْ

فصلاة الله يا غيث الْسمـا

أنت خير الخلقِ يا طه الشفيعْ

شُرِّف الكونُ بأطياف الهدى

 

(زهرة المصطفى)

 

يُفدِّيكِ قلبٌ إليكم هفا

 

أزهراءُ يا زهرة الْمصطفى

وأنت التبتل حين صفا

فأنتِ النقيّـةُ بنت الهدى

وقُرة عينٍ بِها يُحتَـفى

أيا بضعة النور يا رحمـةً 

منحتِ النبوةَ طيبَ الوفا

بصدقٍ وعزمٍ وفعلٍ كريمٍ

تبارك نسلٌ رعى مصحفا

ويا أمَّ أزكى البنين التقاةِ

خواصٌ وفضلٌ عديمُ الخفا

ويا آل بيت النبي لكم 

وأذهب رجساً عفا وانتفى

أراد الإلـهُ لكم بِـرّه 

وحُزتُم لديـه نعيمَ الرَفـا

صبرتُم ونلتُم عطاء الرحيمِ 

ومن رام نَهجكمُ واقتفى

هنيئاً لِمن قد حمى ديننا

سعيداً وقد زال عنه الجَفا

وطوبى لِمن عاش في ظِلِّكمْ

ودمتم لخير الأنامِ شِفا

عدوكمُ مات في وزره

تدوّن أنوارهـا أحرفـا

صلاةٌ على حضرة الْمصطفى

وقلبي بحبٍ النبيِّ اكتفى

يُجلِّـلُ إشراقها مهجتـي

 

(سيدة النساء)

 

وسيدةُ النساءِ بلا اختيالِ

 

مُبارَكَةٌ بآياتِ الْجَلالِ 

وطاهرةٌ مُنَـزَّهةُ الْجمالِ

مُحدِّثةٌ وعابدةٌ بتولٌ

وقد جمعتْ حميداتِ الخصالِ

مناقبُها الكريمةُ قد أفاضتْ

وتكنسُ بيتَها ، أزكى مِثالِ

ترّقُ الخبزَ ، تعجِنُهُ يداها

ولا قـرطٌ بلألاء اللآلي

فلا ذهبٌ يُزَّينُ معصميها

فرامتْ خادمـاً عَوناً لحالِ

وأتعبَها العناءُ وعبءُ شغلٍ 

بتسبيحٍ وتحميـدٍ يوالـي

ليُخبرَها النبيُ رُزِقْتِ خيراً

ويمنحُكِ الْمعونةَ ذو الجَلالِ

يبارِكُك الإلهُ بكلِّ جُهـدٍ

و قـد خُيِّرتُمُ ذَهَبَ الجبالِ

فنِعْمَ الزهدُ يا بنتَ الْمُرَجَّى

ويبقى وصلُكم كنـزَ الْنوالِ

تصيرُ كنوزُ دنيانا ترابا

 

(بنت النبوة)

 

ويا بنتَ النبوةِ والْفخارِ

 

أفاطمةَ الْمروءة والوقارِ

بِمكةَ إذْ صبرتِ على الحِصارِ

قضيتِ صِباكِ في مِحنٍ ثِقالِ

بِموتِ خديجةِ الأمِ الدِثارِ

وعشتِ صُعوبة الأحزانِ يُتماً

بعزمٍ قد وقفتِ إلى الجوارِ

ألـمَّ فراقُها مُرّاً ولكن

فكنتِ له كما سنَد الذمارِ

ونال رسولَنا كيداً ومكراً

يفوقُ ضياؤهُ حُجُبَ الستارِ

تحمّلتم فصار الصبرُ نورا

من الأهوالِ من دون انكسارِ

وما وهنت نفوسٌ حين عانتْ 

أحالَ بغيثِه جَدَبَ القِفـارِ

فحُزتم من عطايا اللهِ فضلاً

بصاحبها إلى أسمى قرارِ

فإن مكانةَ الإيمانِ تعلـو

فأنتُمْ للهدى خيرُ الْمنارِ

تعلّمنا دروسَ الدينِ منكم 

وجاوزنا ظلام الإزورارِ

فصارت بعدُ دنيانا ربيعا

تحفُّ نبيَّنا ، بحنانِ باري

صلاةُ الله في الأرجاءِ تعلو

تُضئ نجومُهم مثلُ النُّضـارِ

كذا آلاً وصحباً مخلصينا 

 

(ريحانةُالنور)

 

مِسكاً إلى حضرةِ الزهراءِ أُهديها

 

أزكى القصيدِ بعِطرِ الروحِ عابقةٌ

أندى القوارير في أسْمى معانيها

ريحانةَ النورِ والأغياثُ تغمُرُها

ترعى الخصالَ وتروي مثلَ أهليها

طِيباً تفتحت الزهراءُ جامعـةً

ليـت القريضَ بِقدرٍ كي يوفّيـها

كنـز المواهبِ في زُلفى مشاربِها

في رقةِ القلبِ، في حُسنى مساعيها

أهلُ الْمراتبِ في تقوى مناقبها

في مَجلسٍ فاضَ فيه الودُّ يُدنيـها

يا بِضعةً من رسولِ الله غاليةً

بنـتُ الأزاهـرِ إنَّ الروحَ تفديها

ما كان يُغضبُها قد كان يغضبُه

مثلَ اليمامـةِ عطفاً في تفانيـها

تَحنو عليه حُنو الأمِ واصلـةً

من والد الْخيرِ طه ، صار يُبكيها

لَمّا دنت سكراتُ الْموتُ في ألَمٍ

قُربَ اللحاقِ به سلوى تواسيها

حتى أَسَـرَّ إليها ما يُطيّـبها

دونَ الْمقامِ فمن ذا في معالـيها

تبقى المدائحُ ما حفّت مقصِّرةً 

ربِ البريـةِ عِرفـاناً وتنـزيها

والحمدلله باري الكونِ من عدمٍ

نورِ الْهدايـةِ بالآيـاتِ يُبديها

الحمدلله حمدَ الشـاكرينَ على

 

(بناتُ النَّبي)

 

فهنَّ حرائرُ البيتِ التليدِ

 

بناتُ نبينا شُرِّفنَ قدرا

وأُرضِعنَ الفضائلَ في الْمُهودِ

تفيأنَ الحنانَ بخيرِ ظلٍّ

فهُنَّ نقاءُ أنفاسِ الوُرودِ

 إذا ما الرَّوضُ قد باهت بزهرٍ

فقد أُلبِسنَ تيجانَ السعودِ

إذا ما النجمُ باهى بالثريّا

فهُنَّ لآلئ الدرِّ النضيدِ

 إذا ما البحرُ باهى باللآلي

فهنَّ جواهرُ العِقدِ الفريدِ

إذا ما الأرضُ قد باهت بكنزٍ

فهنَّ كنسمةِ الصُبحِ الجديدِ

 تقيّاتٌ كريماتُ السجايا

 

(إلى المدينة المنورة)

 

لـم تـزل تسألُ غفّارَ الذنوبِ

 

 روحي الظمأى إليكم في الدروبِ

رغم تقصيري ، وقد بانت عيوبي

أن يلَـمَّ الشـمْلَ بالنورِ الحبيبِ

فـكأني ما شقيـتُ في بـعادي

قربـكم في اللهِ أنسانـي مُرادي

حـينما عانـقَ أجواءَ الـودادِ

وكـأني لـم أعُـد غير فؤادي

كلما مـرَّ زمـانٌ ومسـيـرُ

عائـدٌ قـلبي إليكم والـمصيرُ

فـمضى يتبعكم صبٌّ أسـيرُ

شَـدّهُ الوجدانُ و الحبُّ الأثيرُ

بعـدكم لا غدوةٌ  تشفي حنيني

يا رسول اللهِ قد طـالت سنيني

هانَ باللقيا انـتظاري وأنيـني

أتـُراني في منامي أم يـقيـني

خاطبتكَ الروحُ والدمعُ الـمُراقُ

صاحب المحرابِ ، أشجاني اشتياقُ

أبـداً أفـديكَ ، والعهدُ وثـاقُ

ابتـغي وصـلاً إذا آن الفـراقُ

منبع الأخلاقِ والقول الصـدوقِ

يا دليـلَ الناسِ في خيرِ طريـقِ

نفحةٌ تُذهب عـنّي كلَّ ضيـقِ

في هواكم طاب لي أزكى الرحيقِ

سـيد الإحسانِ والبِـرِّ الكريـمِ

يا أبـا الأيـتامِ ذا القلبِ الرحيمِ

تُبرئ الخَلقَ من الشركِ الذميـمِ

ولقد أقبلتَ بالـمسعى القويـم

ولكم أرسـيت في بـرِّ النـقاءِ

فلـكم عـلّمتـنا حبَ العطاءِ

مُرسَلاً بالحقِّ من ربِّ السمـاءِ

حينما أسّـسـتَ بنيانَ الوفاءِ

يا شفيعـاً عِندَ تـوّابٍ حميدِ

أنتمُ في الدهرِ كالدُرِّ الفريـدِ

ولقد زانَ بِمرآكم وجـودي

ولقد شرّف ذكراكم قصيدي

والحصى سبّح من بين يديكمْ

فالهدى والعزم والطهر  لديكمْ

وصلاة الله قد فاضت عليكمْ

 

وأنين الجذعِ إذ حـنَّ إليكمْ

وعطايـا ربكم فـوق الخيالِ

في مزايا خَلـقكم آيُ الجمالِ

وصـلاةُ اللـه يا طـهَ تُوالي

قد تجلّت في كمالات الخِصالِ

كلّمـا حلَّ ضياءٌ أو ظـلامُ

 

وسـلام الله مادام السـلامُ

ما شـدا طيرٌ وما مر الكرامُ

ما بـدا بدرٌ وما هلَّ الغمامُ

 

(الشوق الى ارض البقيع)

 

زهراء حبــواً قد أتــى قلبــي بقيع المنتظر

الثــم تربـــا فأرى التــرب كــعـقـد من درر

ألهج في ذكر الاسى حتى إذا الــدمع انحدر

يـبـكـي هنـا التـرب كـمن بالالم الدامي شعر

فينطق التـرب وفـي ذراته الـحـزن استـعــر

لسـت بــارض ختويـت إذ لاتـرى إلا الحجر

بــل طــور سينــاء هنــا بل ذاك من هذا اثر

وأنت بــالــوادي الذي قـدس من كل البـشــر

فاخلع بــه النعل وقم وإقـرأ تراتـيـل الســور

واجعل هـنا الترب الى خــدك ياصاح المقــر

هــــــذا بقيع انــه في مقـعـد الـسبط اســتــقر

مـــقـعـــد صــدق ثــابـت عند مليك مــقـتـدر

 

(يا واقفا عند البقيع)

 

يبكــي علــى مــا حــل بالزهــراءِ

 

يــا واقفـــا عنــد البقيــع بدمعــه

و كـــل رزء فــــاق كـــــل بـــــلاءِ

أي الرزايــا لا تطيــق سماعهــا

و حـــار فيهــــا مجمـــع العقـــلاءِ

و أي منهـــا أنــت تكتـــم خيفـــةً

و لا تخـــف حتـــى مـــن الامــراءِ

أصـدح بهـا و دع العقـول بهمهـا

تسقــى إذا تبكــي علــى الزهــراءِ

إن أنــت تعلــم أي حــوض بــاردٍ

يشكـو الظمـى و حـرارة الاحشـاءِ

يــوم القيامــة و الجميــع نواظــر

تلقــــى الحســان بجنــــة عليــــاء

مــا كنــت تكتــم دمعــةً في طيهــا

خيــــر النســاء و سائــر الاحيـــاءِ

فــذي البتـولُ و ذي وحيـدة أحمــدٍ

مــن بعــد مــا ذاقــت مــن الارزاء

أي المصــائب قــد تهون لأجلهـــا

و لا جنيــــــن عافـــــــــر بفنــــــاءِ

فـلست أنسـى يــوم كسر ضلوعهـا

و الوجـــه يبكـــي لطمـــة الاعـــداء

و لا سأنســى إذ تناثـــــر قرطهـــا

و راح يسبــــح فــي بحـــار دمـــاء

و الصــدر يشكــو من حديـدٍ نابــت

إذ لــم تســــل مـــن هـــذه الانبـــاءِ

عجبـــا لعينــي وهي تعرف قدرها

و أي نفـــس لـــم تصــــل لرضـــاءِ

و سلوتــي أن النفــوس بكــت لهــا

حيـــا و مــا لاقـــى سريـــع فنـــاءِ

و كــل مــن علـم الـرزايا لــم يـــزل

و أنثـــر علينــا غبــــرة الحصبــاء

فأدعـــو أيـا مـن في البقيع بضلعهـا

إلا الدعــاء بجـــاههـــــا الوضـــاءِ

فلســت أطلــب مــن مدينــــة جدنــــا

 

(عـطـر من الـبـقـيـع)

 

بـأزهارٍ لـهـا عطـرٌ إذا ذُكِـرَ البـَقيـعُ

 

نسـيمٌ هـبَّ فـي عطرٍ كما يأتـي الربـيعُ

لآلِ الـمصطفى حُـزنٌ  لهُ شـابَ  الرضيـعُ

و أحزانٌ لـها شـجوٌ تراءت فـي الـحديثِ

ومَنْ يَـبْـقِرُ بـطنَ العـلم يـنهلهُ الـجميعُ

فسـبطُ  الـمصطفى حسـنٌ و  زينُ العابدينَ

فصـارَ الفتـى  مِنْ طلابهِ عَـلَـمٌ ضَـليـعُ

و صـادقُ آلِ ياسـينَ الذي نشـرَ العـلـومَ

و أبـناءٍ لـهمْ طُـهْـرٌ كما  أمرَ الشـفيـعُ

تمسـكتُ بأسـلافٍ لـهم صـدقاً  وفيـهم

فَـمَنْ  يركبُ فيهـا يغدو في حصنٍ منـيـعُ

سـفيـنـةُ النـجـاةِ آلِ طـه  في  خـضمٍ

و عَـمَّـنْ أُمِـرَ الـمُـسـلم إلـزاماً يطيعُ

و سـاءلْ عروةَ الإيـمانِ عن اصلِ اليـقيـن

بـهِ نَـزَلَ الكِتابُ  مِنْ لَـدن ربٌّ سَـميـعُ

و مَـنْ غيـرُ النجـومِ الزاخرات آلِ بـيـتٍ

وسُـكّان السـماءِ أدّتْ الـحـقَّ  تُـطيـعُ

و مَـنْ صـلّى عليـهِ اللهُ في ملـكوتِ  كَونٍ

بـحفظٍ أُودِعُ الـحُبَّ لديـهِ لا يـَضـيـعُ

فحُـبُّ الـمصطفى والآلِ يـبقى عندَ  ربـّي

مـظـفـر الـحـلي
 

 

( بين البقيع وكربلاء )

 

وانشقْ رحيقَ نبوةٍ يتضوعُ

 

قف بالبقيع متيماَ يتضرعُ

وتقاطرت من ناظريه الأدمعُ

قف حيث ودّع فلذتيه محمد

حرّى بها قبسُ الشهادةِ مودَعُ

والمس نفوسَ الراقدين بتربها

والجعفران والزكيُ الأروعُ

قف حيث زينُ العابدين وباقرٌ

في قلب كل متــــيّم يتشــفعُ

درست قبورُهم وصرن معالما

روضاً وإنْ هو صفصفٌ أو بلقعُ

ياثلة َمن آلِ هاشم أودعت

وأطعْ فؤادَك تلقَ طيفاً يرجعُ

فارسلْ خيالَك في بعيد زمانها

هو صورةُ الفردوس أو هوأبدعُ

طيفٌ تضمّخ بالرسالة رائقا

أبَت الصَّغارَ وموتها تتجرعُ

وتأمّلِ الحٌقبَ العظامَ بأنفسٍ

صلة ُالقداسةِ ما تضمُّ وتُهجِعُ

ياتربةً هي كربلاءُ وإن نأت

عبقٌ بأجساد تئــن وتخشعُ

فاخلعْ بها نعليك إن ترابها

حسبُ السماء لها الغطاءُ الأرفعُ

ماشانَها عَوزُ القبابِ مكانة ً

أبداً تنير فناءها إذ تطلعُ

ونجومُها والبدرُ في ليلاتها

ولها من الذهبِ المنوَّرُ برقعُ

والشمسُ ذائبة ٌعلى عرصاتها

حرُ الضميرِ بما شقيتم مفجعُ

ياسيدي ( السَجَّادُ ) جئتك والهاً

من بعدِ ألفٍ مخلصٌ متشيعُ

أنا في عِدادِ الناصرين لحقكم

أومَت إلى توحيدِ ربٍ إصبعُ

أومى إليكَ القلبُ حباً مثلما

ثقلَ الرسالةِ والكرامَ توِّدعُ

للهِ قلبكَ في الطفوف مودَّعا

َقتـلَ السيوفَ وإنْ غدا يتقطعُ

وشهدتَ كيف أباك ُيقتلُ غِيلة ً

جيشاً لتشربَ من فراتٍ مرضعُ

أو عمَّك العباسَ يُقحمُ صدَره

أن لا يبلَّ الريقَ وهو ملوَّعُ

وأبى على العطشِ الحريق ِ أخوةً

كفاه تشهدُ صدقَه والأذرعُ

نزفت على النهر النمير عروقُه

من أنْ  يضيَّعُ أو يغيضُ المنبعُ

هذا الدمُ النبويُ أكرمُ مورداً

لو صُبَّ فوقَ الطودِ قد يتصدَّعُ

ياسيدَ الصبرِ الجميلِ مشقةً

كمريرِ حزنِك بل أشدُّ وأفظعُ

ماحزنُ يعقوبٍ بغيبةِ يوسفٍ

أنت الشديدُ بها الهزبر الأشجعُ

ياسيدَ الصبرِ الجميلِ بمحنةٍ

لانَ الحديدُ لما تشاءُ وتصنعُ

خسئَ الحديدُ بمعصميك وإن تُردْ

والبيتَ أركاناً يقُمنَ الأربعُ

ُصنتَ الرسالة والإمامةَ والهدى 

 من هول عاشوراء كيما تُسمِعُ

قد شاء ربك أن يردَّك سالما

وصحائفَ الدعواتِ إذ نتضرَّعُ

وتعلمَ الأجيالَ نصرَ شهادةٍ

ثقلَ الرسالةِ والكرامَ توِّدعُ

للهِ قلبكَ في الطفوف مودَّعا

َقتـلَ السيوفَ وإنْ غدا يتقطعُ

وشهدتَ كيف أباك ُيقتلُ غِيلة ً

جيشاً لتشربَ من فراتٍ مرضعُ

أو عمَّك العباسَ يُقحمُ صدَره

أن لا يبلَّ الريقَ وهو ملوَّعُ

وأبى على العطشِ الحريق ِ أخوةً

كفاه تشهدُ صدقَه والأذرعُ

نزفت على النهر النمير عروقُه

من أنْ  يضيَّعُ أو يغيضُ المنبعُ

هذا الدمُ النبويُ أكرمُ مورداً

لو صُبَّ فوقَ الطودِ قد يتصدَّعُ

ياسيدَ الصبرِ الجميلِ مشقةً

كمريرِ حزنِك بل أشدُّ وأفظعُ

ماحزنُ يعقوبٍ بغيبةِ يوسفٍ

أنت الشديدُ بها الهزبر الأشجعُ

ياسيدَ الصبرِ الجميلِ بمحنةٍ

لانَ الحديدُ لما تشاءُ وتصنعُ

خسئَ الحديدُ بمعصميك وإن تُردْ

والبيتَ أركاناً يقُمنَ الأربعُ

ُصنتَ الرسالة والإمامةَ والهدى 

 من هول عاشوراء كيما تُسمِعُ

قد شاء ربك أن يردَّك سالما

وصحائفَ الدعواتِ إذ نتضرَّعُ

وتعلمَ الأجيالَ نصرَ شهادةٍ

 الشاعر عدي حسن آل كرماشة
 

 

الثاوين في بقيع الغرقد

لحسام الدولة أبي الشوك فارس بن محمد:

بلغ أميــر المؤمنين تحيتــــــــي

 

 

 

 

 

 

 

واذكر له حبي وصدق تــوددي

‏وزر الحسين بكربلاء وقل لــــه

يا ابن الرسول ويا سلالة أحمـد

مني السلام عليك يا ابن محمــد

أبدا يروح مع الزمان ويغتـــدي

‏وعلى أبيك وجدك المختــــــــار

والثاوين منكم في بقيع الغرقــد

وبأرض بغداد على موسى وفي

طوس على ذاك الرضاء المفرد

وبسـر من رأى السـلام علــــــى

النقي نجل التقي والســــــــؤدد

بالعسكريين اعتصامي من لظى

وبقائم من آل أحمد في غــــــد

 

 

سر نحو البقيع

للصاحب:

يـــــا زائـرا قد قصـد المشاهــــــــدا

وقـاطع الجبـال والفـدافـــــــــــــــدا

فأبـلــــــغ النـبي مـن ســلامـــــــــي

مـا لا يبيــد مـدة الأيــــــــــــــــــــام

‏حـتى إذا عـدت بأرض الكوفــــــــــة

البقعـة الطاهــرة المعروفـــــــــــــة

وصرت في الغري في خـير وطــــن

سلم على خير الوردي أبي الحسن

‏ثـمـة سـر نحو بقيع الغرقـــــــــــــد

مســلمــــــا علــى أبي محمــــــــــد

وعــد إلى الطف بكــربـــــــــــــــلاء

أهـــد سـلامي أحســـن الإهـــــــداء

بخيـر مـن قد ضمـــــــــه الصعـيـــد

ذاك الحســــين الســــيد الشـــــهيد

واجنـب إلى الصحـراء بالبقيــــــــع

فـثم أرض الشـــــرف الرفيـــــــــع

‏هنـاك زين العابديـن الأزهــــــــــــر

وباقــــر العلـــــم وثم جعفـــــــــــر

أبلغهـم عني السـلام راهنــــــــــــــا

قـد مــلأ البـــــلاد والمواطنــــــــــا

واجنب إلى بغداد بعـد العيســــــــــا

مسـلما علـى الزكـــــي موســــــى

واعجل إلى طوس على أهدى سكن

مبلغــــــاً تحيتــــــي أبا الحســــــن

وعـد لبغـداد بطيــــــــــر أســعــــــد

سـلم على كنــــز التقــي محمــــــد

وأرض ســامراء أرض العسكـــــــر

سـلم علـى علــــــــي المطهـــــــــر

والحسن الرضي في أحوالـــــــــــه

من منبــع العلــوم في أقوالــــــــه

فإنهم دون الأنـــــــــام مفزعـــــــي

ومن إليــهم كل يــــوم مرجعـــــي

 

 

يا سادس الأنوار

للعوني:

عـج بالمطي على بقيـــــع الغرقــــــد

 

 

 

 

 

 

واقرأ التحية جعفر بن محمــد

وقل ابن بنت محمـــــــــد ووصيـــــه

يا نور كل هداية لم تجحـــــــد

يا صادقا شـهد الإلــــــــه بصدقــــــه

فكفى مهابة ذي الجلال الأمجد

يا ابن الهدى وأبا الهدى أنت الهـدى

يا نور حاضر سر كل موحـــد

يا ابن النبـي محمـد أنت الـــــــــــذي

أوضحت قصد ولاء آل محمـد

يا سـادس الأنـوار يا علم الهـــــــدى

ضل امرؤ بولائكم لم يهتــــــد

 

 

إلى جنة البقيع

للشيخ عبد الأمير النصراوي / دمشق

نظمها في تاريخ 8 شوال 1419هـ

سأذهــــــــبُ للبقيــــــــعِ ولا أبــالي

 

 

 

 

 

 

سألتُ الله مَن يــــــــدري بحـــــالي

تهيِّئ للوصــــــــوِل لــنــــا سبـــيلاً

تُجيــــــــب لـــــدعوتي عند السؤالِ

تفرِّجُ كــــــربةً عنّــــــــا وتعــــــــفو

وتغــفرُ ذنبَنا يــــــــا ذا الجــــــــلالِ

أرومُ زيــــــــارةً مـــــنْ عمقِ قلبي

لرهطٍ حُبّهــــــــم أغــــــلى الغوالي

قبورُ أئمتي أمســــــــتْ رسومــــــاً

ولكنْ رسمُها مــــــــا زالَ عــــالي

سأبقــــــــى عنـدَهمْ أُحني ضلوعي

وأسكبُ دمعــــــــتي عبـــــرَ الليالي

سأبــــــــقى رغـــــم أخطارٍ وخوفٍ

وإنْ رفـــــــضَ الحقودُ وقـــالَ قالي

أظلُّ ولا أبــــالي فـــــي رحــــــــابٍ

سمتْ في الكونِ في أعلى الأعالي

سيعلــــــــو شأنــــــــها أبـداً ويبقى

عــــــــزيزاً تُــــــــربُها مِثلَ اللآلي

سيُقطَــــــعُ دابـر الأعداء عنــــهــا

ويبــــــــقى رسمــُها رمزَ المعالي

 

 

لمن القبور الدارسات؟

 

لــمـن الـقبـور الـدارســات بـطيبة

 

عـفــت لــهـا أهــل الـشـقــا آثــارا

قـل لـلـذي أفـتــى بـهـدم قـبورهــم

أن ســوف تصلى فـي الـقــيامة نارا

أعَــلـمتَ أيَّ مــراقـد هــــدمـتــــــها؟

هــــي للـملائـك لا تـــزال مـــــزارا

 

 

الصفحة الرئيسية

للأعلى